ما كاد الوضع الامني على محاور التقاتل في طرابلس (شمال لبنان) يعود الى نقطة «الهدوء الحذر»، بعد الاتصالات المكثفة التي أُجريت ليل اول من امس وسمحت بانتشار كثيف للجيش اللبناني في منطقتي التقاتل، باب التبانة وجبل محسن، حتى سُجل بعد ظهر امس، استهداف ملالة للجيش اللبناني في محور ستاركو - شارع سورية بقذيفة، ما ادى الى اصابة ضابطين وخمسة جنود.هم: الملازمان: ب. و.خ. والجنود: د.ح، ج.ح. ح.ب. خ.ح. وح.خ.خ. وكان الهدوء الحذر سيطر على مختلف محاور القتال في طرابلس صباحاً، وسط انتشار كثيف نفذته وحدات الجيش بدءاً من مستديرة الملولة مروراً بشارع سورية فطلعة الشمال، وصولاً الى جبل محسن، وسيّر الجيش دوريات مؤللة وراجلة، ودققت حواجزه في هويات المارة. وعادت الحركة شبه طبيعية الى المحال التجارية والمؤسسات، وذلك بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة على جبهات القتال استُعملت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسُجل سقوط قذائف صاروخية على المنازل في شكل عشوائي. وبلغت حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها وحتى امس 7 قتلى و58 جريحاً بينهم عشرة عسكريين. ولاحقاً اعلن أن المواطن خضر الرز أصيب برصاصة طائشة في رأسه بينما كان جالساً أمام محله في ساحة الشراع في الميناء ونقل إلى المستشفى. وبقي أوتوستراد طرابلس في محلة التبانة يتعرض لرصاص القنص. وعلق امس، وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال فيصل كرامي على الوضع الامني المتفجر المتنقل من منطقة الى اخرى وقال: «ننام على اقتتال مجاني وعبثي في طرابلس المنكوبة، ونستيقظ على تفجير إرهابي في حارة حريك، والدم واحد هنا وهناك، وهو دم اللبناني المستباح في مسلسل يسعى الى تحويل الساحة اللبنانية ساحة متصلة بتداعيات هذا الصراع الدموي». وقال في تصريح: «هذا العنف المبرمج والمتواصل يستدعي منا جميعاً التسريع في صوغ التفاهمات الداخلية الضامنة لوحدة الوطن والداعمة لعمل مؤسسات الدولة بفعالية، وهذا ما بدأ يتحقق عبر تباشير الحكومة العتيدة والتي بات من الواضح ان الوطن يتطلب ان تكون حكومة مواجهة ودفاع عن لبنان، بعيداً من الحسابات السياسية الضيقة». وطالب «الطبقة السياسية مجدداً بالارتقاء الى مستوى الخطر الكبير الذي نواجهه والى حجم الكابوس الرابض على صدور اللبنانيين».