أشاد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب اللبناني وليد جنبلاط بموقف الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري «الذي أتى في لحظة مفصليّة يمر بها لبنان والمنطقة العربيّة بحيث تتوالى المتغيرات والتحولات الكبرى التي ترافقها شلالات دماء ونزيف مستمر على قواعد انقسام مذهبي وطائفي غير مسبوق، ما عرّض ويعرّض لبنان للانزلاق نحو المزيد من التشرذم والانكشاف السياسي والأمني الذي ظهرت طلائعه من خلال التفجيرات الإرهابيّة المتنقلة بين المناطق المختلفة والاغتيالات السياسيّة التي استهدفت أخيراً الوزير محمد شطح». وقال جنبلاط في مقاله الاسبوعي لجريدة «الأنباء» في نسختها الالكترونية الصادرة عن الحزب ان الحريري «أثبت أنه رجل دولة قادر على إعلاء شأن المصلحة الوطنيّة العليا والاستقرار والسلم الأهلي فوق كل اعتبار وهو ما يعكس فهمه العميق لطبيعة النظام اللبناني وعناصر تكوينه وسبل توفير المزيد من المشاكل والعثرات على المستوى الداخلي. وهذا التحوّل الايجابي يصب في صلب المبادئ التي رفعها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهي الاستقرار وبناء المؤسسات والدولة». وشجب «كل الحملات السياسيّة والاعلاميّة التحريضيّة التي انتقدت موقف الحريري الأخير والتي لا ترتكز إلى أي إعتبارات وطنيّة سوى الاعتبارات المصلحيّة والفئويّة الضيقة التي ترفّع عنها الرئيس الحريري متخطيّاً الصعاب ومتجهاً بثقة نحو فتح صفحة جديدة على المستوى الوطني». وأمل ب «أن تترجم هذه المواقف المهمة بخطوات تنفيذيّة توظف لمصلحة إعادة إنعاش المؤسسات الدستوريّة المتعثرة وإحترام الاستحقاقات المقبلة في مواعيدها المحددة». وتوقف جنبلاط عند «الخطوة الجديدة المتقدمة التي حققتها مصر على طريق تطبيق خريطة الطريق والتي تمثلت بدعم شعبي عارم للدستور الجديد، على أمل أن يكون مدخلاً للاستقرار وحافزاً لمزيد من الانفتاح على مختلف الشرائح الاجتماعيّة والسياسيّة لا سيّما أن الاقصاء يولد التوتر والتشنج ويقدّم الذرائع للذين قد يسعون لتخريب مسيرة المصالحة الوطنيّة». وعلى «مشارف إنعقاد مؤتمر جنيف 2»، رأى ان «التحدي الأكبر للمعارضة السوريّة المشاركة فيه لأنه الممر الإلزامي والوحيد لها للانتقال إلى مرحلة جديدة من النضال على قاعدة بناء صيغة ورؤية موحدة لابعاد رموز السلطة الحاكمة حالياً بصورة نهائية عن السلطة وإطلاق سراح المعتقلين وتطهير الجيش السوري من العناصر التي قامت بارتكابات جرميّة والحفاظ على المؤسسات وبنية الدولة التي إذا ما تلاشت تذهب سورية نحو المزيد من التشرذم والانقسام والتفتت والاقتتال». وقال: «قد يرى بعضهم أن المؤتمر لن يوفر الفرصة المطلوبة لوضع حد لهذا الصراع المشتعل، ولكنه حتماً الفرصة الوحيدة المتوافرة حالياً والبديل عنها استمرار شلالات الدماء السورية إلى أمد بعيد».