تزايدت الانتقادات في العراق لسلوك عناصر «الحشد الشعبي» الذين ينتمي معظمهم إلى فصائل شيعية مقاتلة، في المناطق المحررة. وفيما اتهمتهم أطراف دينية بالاعتداء على مساجد سنية وهدم بعضها، دان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني تصرفات بعضهم، واعتبرها غير مقبولة، لكنه رفض تعميمها على جميع المقاتلين. في غضون ذلك، انتقدت مجموعة «عصائب أهل الحق» التي يتزعمها قيس الخزعلي أمس استقبال رئيس الوزراء حيدر العبادي وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان الذي وضعت حكومته «العصائب» وفصائل أخرى شيعية على قائمة المنظمات الإرهابية. وقال ممثل السيستاني عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس: «نشيد بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش والبيشمركة ومتطوعو الحشد الشعبي والعشائر في بعض مدن البلاد في مواجهة الإرهاب». وشدد على «ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم باتهام صنوف المقاتلين الذين يقدمون على ممارسات غير مقبولة لا تمثل النهج العام»، مشيراً إلى «حرمة التعرض لأيّ مواطن بريء في دمه وماله وعرضه». وطالب الجميع ب «التعاون لوقف آفة الفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات الدولة، والقضاء على الفساد المقنّن في الرواتب والتعيينات والامتيازات التي تهدف إلى إرضاء الكتل والأحزاب والقادة السياسيين». ودانت هيئة علماء المسلمين تصرفات الأجهزة الأمنية و «الحشد الشعبي»، كما ندد الوقف السني ب «ظاهرة الاعتداء على مواطنين أبرياء في أماكن القتال ضد تنظيم داعش». وأفادت الهيئة، في بيان، بأن «قوة من اللواءين 55 و60 وميليشيات الحشد الطائفي المرافقة عمدت، بعد سيطرتها على قرى في قضاء أبي غريب، إلى سرقة ممتلكات المواطنين من منازلهم ومحلاتهم التجارية». وأضاف البيان أن «الجريمة تكررت في قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين وناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى». ولفت الى أن «هذه القوات أقدمت على إحراق جامع أبي حنيفة، وتدمير جامع التواب الرحيم، وسط مدينة جلولاء، بالإضافة الى تفجير جامع النقشبندية في ناحية السعدية». واتهم رئيس ديوان الوقف السنّي محمود الصميدعي تنظيم «داعش» و «الميليشيات» بتنفيذ «عمليات تطهير عرقي في محافظات ومدن بابل وسامراء وديالى والموصل»، مناشداً «المرجعية الشيعية الوقوف في وجه الميليشيات». وأكد أن «أوقاف المسلمين تتعرض للاعتداء والاغتصاب والتزوير». الى ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» نعيم العبودي، في بيان، أن «استقبال مسؤولين عراقيين وزير الخارجية الإماراتي، يثير كثيراً من علامات الاستفهام التي على الحكومة الإجابة عنها». وأضاف إن «الحركة لم تلحظ من الحكومة ووزارة الخارجية أيّ موقف رسمي من التطاول على فصائل المقاومة التي تقاتل داعش التكفيري بطلب من الحكومة وتنسيق مع القوات الأمنية». وكانت الإمارات أعلنت لائحة للمنظمات الإرهابية أدرجت فيها عدداً من الفصائل الشيعية، منها «العصائب»، و «منظمة بدر»، و «لواء أبو الفضل العباس» و «كتائب حزب الله»، ومعظمها ممثل في الحكومة العراقية.