"الست بدور" اسم لمع أيام العصر الذهبي للمسلسلات اللبنانية على قناة "تلفزيون لبنان"، وهو اسم الشخصية التي اشتهرت بتأديتها الممثلة أماليا أبي صالح. أماليا فارقت الحياة صباحاً في أحد مستشفيات بيروت، لم تكن تنظر إلى أحد نظرة استياء أو غضب. كانت بسمتها دائماً مشعة وحتى في شدة الألم. غابت اماليا، بصمت. معلومات صحافية تحدّثت عن أن نقابة الممثلين، وهي إحدى الجهات التي يُفترض أن تتولى الاهتمام بالوضع الصحي لأماليا، لم تكن على علم بدخولها المستشفى، قبل أيام من وفاتها، وان حالها كانت خطرة. وبغياب اماليا، فات الأوان: "ما بقي كتير من آماليا القديمة... ما في شي كتير بالحياة يبسط. بشتاق كتير للي راحوا. إيه كتير بشتقلن"، هكذا وصفت "الست بدور" أيامها الاخيرة. ألقاب كثيرة أطلقت على اماليا، إلا أن الأحب إلى قلبها كان "la poupée" (أي اللعبة)، وهو مأخوذ من أحد الأدوار التي لعبتها بخفة دمها في بداية مسيرتها في التمثيل، كاسرة الصورة النمطية الموجودة على الشاشات بأن فتاة "من الحجم الكبير" (بدينة) يمكنها أن تكون ممثلة ناجحة وفي الوقت ذاته تتمتع بروح مرحة. شغفها كان كبيراً، كانت تريد العيش بسعادة، تريد تحقيق أحلامها، ذهبت عام 1961 إلى ميلانو كي ترقص. فرقصت إلى جانب صوفيا لورين وشارل ازنافور وداليدا، قدمت أغاني "الروك اند رول" والمقاطع الكوميدية في جولات خصصت آنذاك لجنود القواعد العسكرية الاميركية في اوروبا. وخلال إحدى الإجازات مع والدها في لبنان عام 1964، ترددت إلى استديوهات "تلفزيون لبنان"، وهناك بدأت مسيرتها في التمثيل إلى جانب الممثل صلاح تيزاني (أبو سليم الطبل)، فلفتت انتباه الممثل الراحل ابراهيم مرعشلي في "المعلمة والاستاذ". ثم اشتركت في أعمال مع شوشو (سليم علاء الدين) وفريد الأطرش، ودريد لحام. ثم خاضت تجربة السينما، في فيلمين منفصلين. أماليا، دلوعة الشاشة، غابت اليوم عند الثالثة صباحاً عن عمر يناهز 68 عاماً بعد غيبوبة استمرت أياماً.