أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله العسكر أن مقولة «التاريخ يكتبه المنتصر»، لا تنطبق على عصر اليوم الذي يكتب عبر وسائل عدة وأقلام لا حصر لها، مشيراً إلى أن التاريخ أصبح يكتب بأوجه متعددة. وقال العسكر، خلال تكريمه في «ثلوثية» الدكتور محمد المشوح، إن كتابة التاريخ تحتاج إلى مرحلة جديدة تتناسب مع روح العصر ومتطلباته. واستعرض مراحل حياته المتعددة ودراسته وتخصصه وإتقانه لعدد من اللغات، الأمر الذي دفعه لاحقاً إلى المضي في مضمار ترجمة الأعمال والكتب التاريخية. وذكر العسكر أن الترجمة لا تقل عن التأليف، «إن لم تكن أصعب وأكثر معاناة»، كاشفاً عن أنه عثر على نص أجنبي «وحيد يتحدث عن مجلس الشورى السعودي وهو عبارة عن مقالة، إلا أن المجلس رفض ترجمتها أو الإفصاح عنها». وتطرّق إلى دور مجلس الشورى، وقال إن المجلس وأعضاءه يسيرون وفق نظام محدد. واعترف أن الدور الإعلامي في المجلس لا يتناسب مع حجمه، ما أوجد هذا اللغط لدى كثير من الناس اليوم لعدم معرفتهم بأنظمته ومداولاته»، مستشهداً بحادثة التصفيق وإنها كانت مجرد تصويت داخلي وليست من ضمن أعمال المجلس. وقال العسكر إن دارة الملك عبدالعزيز قامت بدور مهم في نشر تاريخ المملكة، إلا أنه ينتظر المزيد من ذلك. وفي «الثلوثية» تحدث العسكر عن كتاب «الوهابية وآل سعود»، والذي ترجمه ورفضت «مكتبة العبيكان» طباعته، فتقدم به إلى أحد الناشرين في بيروت، الذي قام بنشره، «وهو اليوم أحد المقررات التاريخية المهمة في الجامعات الأميركية والفرنسية وغيرها». وأشار إلى أن النصوص الأجنبية بعضها منصف، ومنها الكتاب الذي قام بترجمته. وتطرق العسكر إلى تاريخ ابن لعبون، معتبراً أنه من أهم المصادر التاريخية الباكرة لتاريخ نجد والدولة السعودية، لافتاً إلى أن المؤرخ ابن بشر «نقل الكثير ولم يشر إلى تلك النقولات». وفي المداخلات تحدث عدد من الباحثين والمهتمين مثل الدكتور أحمد الزيلعي، والدكتور عبدالعزيز الربيعة والدكتور عبدالرحمن المديريس والدكتور عبداللطيف الحميد وحمد الصغير وإبراهيم التركي وصالح المسلم وغيرهم. وفي ختام «الثلوثية» قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية.