في ظل الإقبال الكثيف نسبياً على التصويت في الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد في أول تصويت عام منذ عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل نحو ستة أشهر بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، قرر بعض المصريين المقاطعة. وقال عمر شلتوت، الذي كان يجلس في مقهى في القاهرة إنه يعتقد بأن حث المواطنين بقوة على التصويت ب"نعم" سيؤثر على إقبال المصوتين. وأضاف أن توجيه الرأي العام نحو "نعم" كان له آثار سلبية حيث سيتجاهل كثيرون الذهاب إيماناً منهم أن النتيجة ستكون نعم. وقال اثنان آخران إنهما قاطعا الاستفتاء زعماً أن ما يريانه اليوم ليس مختلفاً عما فعله "الإخوان المسلمون" أو حتى نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي ثارا ضده. وقالت رضوى حلمي، إنها اتخذت قرار المقاطعة بعدما وجدت أن معظم أعضاء لجنة صياغة الدستور من النظام القديم. وقال محمد الدملاوي إن ما يحدث اليوم هو اتباع الطرق والأساليب القديمة نفسها، مضيفاً أنه يريد اتخاذ قراره بنفسه ويرفض أن يكون تابعاً. ومن ناحية اخرى، كان الطابور طويلاً امام احدى لجان الاقتراع في القاهرة، واذاعت سيارات من خلال مكبرات الصوت الاغاني الوطنية. وقال علي فارس الذي كان يجلس على مقعد متحرك إنه يرى ان الدستور يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة لذلك سيصوت بنعم. واصطفت أسر بأكملها في الطوابير وصوتت في الاستفتاء على الدستور الجديد. وقالت سارة جمال انها ستصوت بنعم وتأمل أن يشارك الناس. ومع غياب أي حملة تذكر ضد مسودة الدستور فمن المتوقع اقرارها بسهولة بدعم من كثير من المصريين الذين خرجوا في احتجاجات حاشدة يوم 30 حزيران (يونيو) على سياسات مرسي وجماعة الاخوان قبيل عزله. ودعت جماعة "الاخوان المسلمين" الى مقاطعته. واشار آخرون الى رغبة في تحقيق الاستقرار في مصر بعد ثلاث سنوات من الاضطراب عقب الانتفاضة التاريخية التي اسقطت مبارك الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.