أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) أمس أنه اعتقل في أيلول (سبتمبر) الماضي 34 فلسطينياً بعضهم، يحمل هوية أردنية وكويتية، «شكلوا شبكة إرهابية تابعة لحركة حماس» خططت لإقامة خلايا في أنحاء الضفة الغربية لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل، منها استهداف ملعب كرة قدم في القدس و»القطار الخفيف» في المدينة. وادعى الجهاز أن المعتقلين تدربوا وتلقوا الأموال من مقر «حماس» في تركيا بقيادة صالح العاروري. وأضاف بيان صادر عن «شاباك» أن غالبية المعتقلين طلبة جامعيون من أنحاء الضفة الغربية، بعضهم مواطنون أردنيون. وهنأ رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو «الشاباك والجيش على إحباط عمليات إرهابية خطيرة جداً كان يمكن أن تحصد أرواحاً في دولتنا»، ملمحاً إلى أن الجهاز ضبط خلايا أخرى لكنه لم يكشف عنها. واتهم «حماس» بأنها «تتحدى وجود إسرائيل دولة قومية لليهود وتتحدى عملياً وجود اليهود عموماً». وفي التفاصيل كما أوردها بيان «الشاباك»، فإن بعض المعتقلين كان ضالعاً في عمليتي زرع عبوات ناسفة في مداخل مستوطنتين في الضفة الغربية في آب (أغسطس) الماضي لم تسفرا عن إصابات. وأضاف أنه تم تجنيد أعضاء الخلية في الأردن حيث تدربوا، كما تدربوا في تركيا وقطاع غزة الذي وصلوه عبر أنفاق. وتابع أنهم تلقوا في تركيا إرشادات حول كيفية تخطيط هجوم مسلح والقيام بعمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة في مستوطنات الضفة، وعمليات تسلل إلى إسرائيل وخطف إسرائيليين في الضفة الغربية (مستوطنين) والخارج. كما تدربوا على عمليات تفجير سيارات مفخخة، والقيام بهجوم على ملعب «تيدي» لكرة القدم في حي المالحة في القدس، واستهداف القطار الخفيف في المدينة، وتجنيد خلايا أردنية للتسلل إلى إسرائيل. وأعلنت إسرائيل أمس أنها قدمت شكوى رسمية إلى تركيا حول إدارة عمليات عسكرية من أراضيها. كما قدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية شكوى إلى حلف شمال الأطلسي ضد تركيا، باعتبارها عضواً في الحلف. ورد الناطق باسم حركة «حماس» حسام بدران على ذلك بالقول إن السلطات الإسرائيلية تحاول زج تركيا في الموضوع «بهدف خلط الأوراق». لكن بدران لم ينف مسؤولية «حماس» عن تنظيم وتسليح هذه الخلية قائلا: «نحن في حماس نفخر بعملنا ومشروعنا المقاوم ونعتز بكل مجاهد منا يقاوم الاحتلال». واستذكرت وسائل الإعلام العبرية أن محاولات سابقة كثيرة فشلت في استهداف استاد كرة القدم المذكور، آخرها عام 2011 عندما أحبط «الشاباك» مخططاً لإطلاق صاروخ على الاستاد. ويعتمد الجهاز في بيانه على إفادة أحد المعتقلين، محمد ملحم من عنبتا، بأنه استأجر شقة سرية في رام الله تم فيها إخفاء وسائل قتالية ومواد خام لإنتاج قنابل وعبوات ناسفة. وأضاف الجهاز أن المعتقل سلّم محققيه بندقيتي «أم 16» وذخيرة أخرى. وتابع أن عبدالله زيتاوي، من الأردن، اعترف بأنه أجرى تدريبات عسكرية في قطاع غزة في العامين الماضيين، وأن قيادة «حماس» في عمان أرسلته مطلع هذا العام إلى الضفة الغربية للإقامة فيها. وطبقاً ل»شاباك» فإن «حماس» أرادت من تنفيذ عمليات في الضفة الغربية (ضد مستوطنين) إبعاد الأضواء عن الحركة في قطاع غزة وجر إسرائيل إلى التوغل في أراضي السلطة الفلسطينية للرد بعنف على عمليات استهدفت مستوطنين، «وجراء ذلك تنهار السلطة الفلسطينية، وهو أحد أهداف حماس». وأشار إلى أن الكشف عن «الشبكة» في هذا الوقت حال دون تنفيذ عمليات تفجيرية مخططة ضد مستوطنين في الضفة الغربية. وتتهم إسرائيل العاروري بالمسؤولية عن إقامة هذه الشبكة وعن الشبكة التي حاولت إطلاق انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية والانقلاب على السلطة الفلسطينية كما أعلنت قبل أشهر، وأضافت أنها اعتقلت 93 من أعضاء الخلية وصادرت مبلغاً كبيراً و24 قطعة سلاح كانت في حوزتهم.