عبر 16 نسخة هي العمر الحالي لبطولة كأس العالم للشباب كانت هناك بيئة خصبة لتقديم مواهب أسطورية نجحت في صناعة اسم لامع لها على صعيد الكرة، ونجح أصحابها في تدوين أسمائهم بأحرف من الذهب الخالص، ويضاف إلى ذلك وصولهم إلى لقب أفضل لاعب في العالم والحصول على الكرة الذهبية، وكان أشهرهم على الإطلاق دييغو أرماندو مارادونا. بقرية مارادونا في عالم مونديال الشباب كانت في نسخة اليابان عام 1979 حين توجهت الأنظار كلها صوب البلد الآسيوي لمراقبة المهارات الخارقة التي يملكها شاب يافع يدعى مارادونا والذي بسببه هوجم المدير الفني لمنتخب الأرجنتين سيزار مينوتي لاستبعاده له على رغم فوز راقصي التانغو بمونديال كأس العالم عام 1978. وكان «الفتى الساحر» على مستوى الحدث في أول ظهور حقيقي له، إذ تقلد شارة الكابتن، ونجح في إصابة العالم بالدهشة بفضل مواهبه الفذة التي قدمها بقميص الأرجنتين فاكتسح جميع المنافسين الواحد تلو الآخر حتى بلوغ المباراة النهائية التي شهدت مواجهة صعبة مع الاتحاد السوفييتي حامل اللقب، كما نجح في كسر الشفرة الروسية وقاد الأرجنتين للفوز على الاتحاد السوفييتي بثلاثة أهداف في مقابل هدف واحد لينال راقصو التانغو اللقب العالمي. وحصدت الأرجنتين أول لقب عالمي لها في مونديال الشباب واختير مارادونا أفضل لاعب في البطولة ونال الكرة الذهبية، وكانت تلك هي البداية الحقيقية للاعب في عالم النجومية ومنها للحصول برفقة بيليه البرازيلي على لقب أفضل لاعب كرة في التاريخ. ولم ينجح نجم هجوم هولندا في الثمانينيات والنصف الأول من عقد التسعينيات ماركو فان باستن في قيادة منتخب بلاده إلى اللقب لكن انطلاقته كأحد أساطير الكرة جاءت عبر بوابة مونديال كأس العالم للشباب عام 1983 في المكسيك، إذ ظهر للمرة الأولى وقدم مستوى مميزاً مع منتخب بلاده لكنه لم يقوده إلى اللقب أو المباراة النهائية إلا أن تألقه صنع منه المهاجم الأول لأياكس امستردام بعد نهاية البطولة ليبدأ مشوار النجومية. يسجل التاريخ أن ماركو فان باستن هو ثالث لاعب يحصل على لقب أفضل لاعب في أوروبا وينال الكرة الذهبية 3 مرات بعد يوهان كرويف وميشيل بلاتيني أعوام 1992و1988و1989، وكان نجماً لامعاً وهدافاً كبيراً قاد ميلان الإيطالي لإحراز الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا مرات عدة، إضافة إلى أهدافه الخمسة الشهيرة التي أسهمت في فوز منتخب هولندا بكأس الأمم الأوروبية عام 1988 في ألمانيا وهو اللقب الوحيد في تاريخ هولندا كروياً. وفي نسخة عام 1991 بالبرتغال كان الموعد مع أسطورة من أساطير الكرة في التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة في تلك النسخة ظهر للعالم جناح مميز هو لويس فيغو أحد أبرز الأجنحة في تاريخ الكرة ، لمع فيغو المولود عام 1972 في تلك النسخة التي قاد فيها البرتغال إلى إحراز اللقب بعد نهائي مثير مع البرازيل انتهى بالتعادل السلبي في وقته الأصلي ثم الحسم بركلات الترجيح بعدها لفت لويس فيجو الأنظار إليه في عالم الكرة وارتدى قميص أكبر فرق أوروبا بداية من برشلونة مروراً بريال مدريد أيضاً ثم انتر ميلان الإيطالي محطته الأخيرة في الملاعب صيف العام الحالي. فيما لمع ليونيل ميسي في مونديال الشباب عام 2005 في هولندا إذ كان موعده الأول مع التألق.