يبدو أن الحكمة القائلة «إذا أردت أن تصبح ثرياً .. تزوج» لها ما يبررها، ولم تعد قولاً مأثوراً يروى عن الآباء والأجداد، وإنما حقيقة علمية أثبتتها الأبحاث الحديثة. فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة أوهايو، أن المتزوجين الذين لديهم أطفال، ترتفع دخولهم بمقدار 16 في المئة سنوياً، مقارنة بثمانية في المئة لدى غير المتزوجين. ونشرت مجلة «تايم» أن دراسة أخرى، بينت أن منافع الزواج لم تقتصر على الفوائد التي عرفت سابقاً والمتعلقة بالاستقرار، وإنما تعدت ذلك إلى خفض نسبة الفقر في المجتمع. فقد أجرت الباحثتان الاجتماعيتان ماريا كانشين من جامعة وسكنسن، وديبورا ريد مديرة الأبحاث في مركز ماثماتيكا للبحوث السياسية، دراسة نشرت في كتاب «تغيير الفقر.. تغيير السياسات»، تناولتا فيها تأثير انخفاض معدلات الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، وتأثيرها في مستوى الفقر. وبينت الدراسة أن عدد السكان الذين يقعون تحت خط الفقر في الولاياتالمتحدة سيرتفع بمقدار 2.6 في المئة بسبب كثرة حالات الطلاق، بعدما تبين لهما أن المرأة المتزوجة لديها فرصة أكبر في إيجاد عمل بدخل أكثر من نظيرتها غير المتزوجة. كما بينت الدراسة أن وجود زوج أو زوجة في البيت، يؤدي إلى رفع الحالة المعنوية لكليهما، ما يؤدي إلى إنتاجية أكبر لهما وبالتالي زيادة الدخل الناتج من عملهما. وأوصت الدراسة بتوفير أماكن لرعاية الأطفال الصغار في أماكن العمل، ما سيشجع غير المتزوجات على القيام بهذه الخطوة، من دون الخوف على أولادهن، أو اعتبارهم عائقاً أمام تطورهم الوظيفي.