حذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر من وضع انساني "كارثي" في سورية، مطالبة السلطات السورية باتخاذ اجراءات عاجلة للسماح بمرور المساعدات، وذلك علر خلفية فشل قافلة مساعدات انسانية من دخول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في جنوبدمشق. في غضون ذلك، دانت منظمة الاممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وقف حملة تلقيح ضد شلل الاطفال في الرقة (شمال) حيث تدور معارك بين الجهاديين وعناصر في كتائب مقاتلة معارضة. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر في بيان اثر زيارة دامت ثلاثة ايام الى سورية، ان "غالبية السكان متضررون جراء النزاع في البلاد"، معتبرا ان الوضع الانساني بات "كارثيا". واشار الى انه "قلق بشدة من واقع ان غالبية الشعب متأثرة بشكل مباشر او غير مباشر من دوامة العنف والقيود على المساعدات الانسانية"، محذرا من نقص الغذاء والادوية لا سيما في المناطق المحاصرة. واضاف مورر انه حض المسؤولين السوريين خلال زيارته على الاتاحة بشكل واسع للسكان للحصول على مساعدات انسانية عاجلة. ونوه مورر "بالبيانات الصادرة عن اكثر من مسؤول التقيته، والتي تعد باتاحة مرور كميات اضافية من المساعدات، منها المساعدات الطبية لكل الاشخاص المتضريين من النزاع". واضاف "مع تزايد وتيرة العنف وارتفاع الحاجات لا سيما في المناطق المحاصرة، يجب اتخاذ اجراءات عملية للسماح للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري بتوفير المساعدات المطلوبة" ودخولها. ومن المناطق الاكثر تضررا مخيم اليرموك الذي تحاصره القوات النظامية منذ اشهر، وقضى فيه 41 شخصا خلال الاشهر الثلاثة الماضية جراء نقص الغذاء والدواء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واليوم، فشلت قافلة مساعدات في دخول المخيم اثر تعرضها لاطلاق نار كثيف، بحسب ما افاد مسؤولون فلسطينيون وكالة فرانس برس. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينة في سورية السفير انور عبد الهادي ان "قافلة المساعدات الانسانية تعرضت لاطلاق نار كثيف لدى اقترابها من مخيم اليرموك". وذكر ممثل الجهاد الاسلامي في دمشق ابو مجاهد ان القافلة عادت ادراجها "بعدما تعرضت لهجوم بالقذائف والرشاشات الثقيلة والخفيفة في منطقة الحجر الاسود" الواقعة على حدود المخيم. ولم يعرف مصدر اطلاق النار. وافاد المرصد الاثنين عن مقتل "طفل ورجل وفتى اثر اطلاق نار من قناص في أول شارع لوبية بمخيم اليرموك". واشار ابو مجاهد الى انها "المحاولة السادسة لادخال المساعدات من دون جدوى منذ فرض الحصار على المخيم" في اب (اغسطس) الماضي. واشار عبد الهادي الى ان القافلة التي تضم ست شاحنات انطلقت من مقر الاونروا ظهر الاثنين و"كانت محملة بمساعدات تحوي 1700 طرد غذائي يزن كل منها 30 كلغ من المواد الغذائية تكفي الاسرة لعشرين يوما". والمساعدات تقدمة من الاونروا و14 فصيلا فلسطينيا. وذكر رئيس وفد المفاوضين الفلسطيني وعضو المكتب التنفيذي في منظمة التحرير انور مجدلاني في تصريح قبيل انطلاق القافلة "ان كل يوم تاخير تزداد الازمة تطورا وتفاعلا باتجاه الاسوأ"، مشيرا الى ان "الموضوع قضية انسانية وبالنسبة لنا اخلاقي وادبي ووطني وسياسي ولا يمكن تحمله". واشار الى "جهد سياسي لاخلاء المخيم من السلاح والمسلحين". واعتبر مجدلاني "ان مخيم اليرموك مختطف وماخوذ رهينة لاعتبارات سياسية مفهومة لدينا جيدا ونحاول ان نقنع من يستولي على المخيم ان لا فائدة من المتاجرة بارواح ابناء شعبنا". واتهمت وسائل الاعلام الرسمية "ارهابيين" بتعطيل وصول المساعدات الى المخيم الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منه. ويقاتل عدد من الفلسطينيين الى جانب مقاتلي المعارضة، بينما انضم آخرون الى ميليشيات موالية لقوات النظام. من جهة اخرى، اعلنت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ان حملة التلقيح ضد شلل الاطفال علقت في محافظة الرقة التي تشهد منذ ايام معارك ضارية بين جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام، وثلاثة تشكيلات من مقاتلين معارضين. واطلقت المنظمتان هذه الحملة في كانون الاول/ديسبمر بعد ظهور 17 حالة من شلل الاطفال في سورية. ودانتا اليوم "بشدة اعاقة هذه الحملة في الرقة بسبب المعارك العنيفة بين مجموعات من المقاتلين". وشددت المنظمتان على ان "شلل الاطفال يمثل خطرا كبيرا على اطفال سورية والمنطقة، لانه يمكن ان يؤدي الى اعاقة دائمة، ولهؤلاء الحق في الحماية ضد هذا المرض". واندلعت في الثالث من كانون الثاني/يناير معارك عنيفة بين الدولة الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة من جهة، وثلاثة تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية هي "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية"، وأودت بنحو 700 شخص.