استنفرت السلطات المصرية أمس لتأمين الاستفتاء على مشروع الدستور الذي ينطلق غدا ويستمر يومين، بعدما انتهى اقتراع المصريين في الخارج بنسبة مشاركة متدنية في حدود 15 في المئة بسبب إلغاء التصويت بالبريد. وفي حين سعت السلطات إلى طمأنة المصريين لتأمين نسبة اقتراع عالية، من خلال تعهد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي «حماية إرادة المواطنين بلا تدخل»، صعّد طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» من تظاهراتهم في الجامعات أمس في شكل غير مسبوق. ومع اختتام اقتراع المغتربين على مشروع الدستور المعدّل، رجحت مؤشرات أولية أن تكون نسبة التصويت حوالى 15 في المئة فقط من الناخبين المسجلين في الخارج البالغ عددهم نحو 681 ألف، فيما استنفرت السلطات للاقتراع في الذي سينطلق في مصر غداً ويحق لنحو 53 مليون ناخب المشاركة فيه. وفيما شدد الحكم من عقوبات جرائم التصويت من دون وجه حق وتكرار التصويت وانتحال شخصية آخرين، دافع الرئيس الموقت عدلي منصور في كلمة ألقاها أمس لمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي عن الدستور الجديد الذي اعتبره «خطوة على طريق الديموقراطية»، مطالباً المصريين بأن «يتوجهوا إلى الصناديق ويضربوا للعالم مثلا في التحضر والالتزام كي نكمل ثورتنا بدستور يكون هو أول محطة في استكمال دولتنا الديموقراطية». وسعى إلى طمأنة الناخبين عبر التعهد بأن «يد الأمن المصري ساهرة لتعيد الحقوق، والنصر آت لا محالة». وكرر وزير الدفاع التطمينات لدى مراجعته استعدادات القوات الخاصة لتأمين لجان الاقتراع، متعهداً «حماية إرادة الشعب من دون تدخل». وأشار إلى أن «قوات الجيش ستؤمن الاستفتاء بالتعاون مع الشرطة وسيرى العالم مدى الانضباط والوطنية والخلق الحسن الذي يتمتع به الجيش في تعامله مع المواطنين وضيوف مصر المتابعين لعملية الاستفتاء». وراجع وزير الداخلية محمد إبراهيم أيضاً استعدادات الشرطة، مع بدء أجهزة الأمن بتسلم لجان الاقتراع مساء، كما انتشرت قوات الحماية المدنية مدعمة بالكلاب المدربة وأجهزة الكشف عن المفرقعات. في المقابل، صعّد طلاب مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة «الإخوان» من تظاهراتهم في الجامعات أمس. وحشدوا في جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر وحلوان، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة سقطت فيها قتيلة وجرحى وأوقفت الشرطة العشرات. وعادة ما دأب «الإخوان» على التصعيد في الجامعات بالتبادل منذ بدء العام الدراسي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عبر التظاهر في جامعة أو اثنتين على الأكثر في القاهرة، لكن جامعات العاصمة الأربع شهدت أمس تصعيداً للعنف. وأحرق الطلاب آلية ومكتباً للشرطة قرب جامعة القاهرة، وسط سماع دوي إطلاق نيران في مواقع الاشتباكات. كما أحرق طلاب من جامعة عين شمس إطارات سيارات في شارع الخليفة المأمون قرب وزراة الدفاع، قبل أن تطلق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وتطاردهم إلى داخل حرم الجامعة. وشهدت جامعة الأزهر بفرعيها للبنات والبنين أعنف اشتباكات بين الشرطة والطلاب. واقتحمت قوات الشرطة المدينة الجامعية للبنات للسيطرة على أعمال عنف اندلعت داخلها بين مؤيدات لمرسي والأمن الإداري وشهدت تحطيم بعض أثاث المدينة. وقُتلت طالبة في الاشتباكات، فيما ألقت الشرطة القبض على أخريات.