ألقت حادثة الطفلة «لمى الروقي» بظلالها على محافظة حفر الباطن، إذ تلقت إدارة الدفاع المدني فيها بلاغات من مواطنين عن وجود ثلاث آبار مكشوفة في أحياء الخالدية والربوة والبلدية. واستجابت البلدية للبلاغات بالتنسيق مع فرع وزارة المياه، لإغلاق الآبار، خوفاً من تكرار «حادثة لمى». فيما كشفت مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية عن جهود بذلتها منذ عام، لردم الآبار المكشوفة، إلا أنها أقرت بتوقف جهودها، بسبب تعرض معدات الردم إلى «السرقة»، فضلاً عن «اعتراضات مربي الماشية». و شهدت حفر الباطن قبل نحو 5 سنوات حادثة، عرفت ب «بئر الوقباء»، حين سقط مواطن بسيارته من نوع «جيب»، في بئر مكشوفة في منطقة الوقباء الواقعة في صحراء حفر الباطن. وعلى رغم أن الحادثة وقعت ليلاً، إلا أنه لم يتم اكتشافها إلا صباح اليوم التالي، من قبل أحد المارة فتم انتشال المواطن، وإخراجه من قبل الدفاع المدني، الذي أطلق خطة للبحث عن الآبار المكشوفة، وتحديد موقعها ورفعها إلى الجهات المعنية، لردمها أو وضع حواجز حولها، بحسب الاختصاص. وتتقاسم وزارات المياه، والزراعة، والشؤون البلدية والقروية، مسؤولية ردم الآبار أو تسويرها. وتجددت المطالبات بعد حادثة لمى الروقي. فيما دعت مديرية الدفاع المدني مرتادي المناطق الصحراوية، من مواطنين ومقيمين، ممن يصادفون آباراً مكشوفة، إلى «سرعة الإبلاغ عن الموقع، ليتم التعامل معها مباشرة». فيما قال مدير فرع وزارة المياه في حفر الباطن المهندس عامر المطيري: «إن «إدارة الدفاع المدني طلبت منا المساندة في التعامل مع البلاغات المقدمة من المواطنين، وتم توفير الدعم لإغلاق الآبار. وتم تقديم يد العون لهم»، مشيراً إلى أن إغلاقها وتحمّل المخاطر «يقع على عاتق أصحابها»، مؤكداً أن تعاون الفرع مع الدفاع المدني يأتي «لدرء المخاطر عن الجمهور من جهة، والتكامل الذي تعمل وفقه الإدارات الحكومية في حفر الباطن». وأضاف المطيري، أن «وزارة المياه تتحمل مسؤولية الآبار التي تقع على عاتق الوزارة فقط، سواء العاملة، أو الاستكشافية، أو التي انتهت مدتها. فيتم إغلاقها في شكل كامل وفق أنظمة الوزارة ولوائحها». وحول الآبار أو ما يسمى «القلبان» القديمة في الصحراء، أكد مدير فرع وزارة المياه، أن ذلك «من اختصاص الدفاع المدني، ونحن نقدم العون لهم متى ما طُلب منا ذلك»، داعياً الجميع إلى «إبلاغ الدفاع المدني عن أي بئر مكشوفة يجدونها». يذكر أن مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، وقّعت منذ نحو عام، اتفاقاً مع برنامج «الفوزان لخدمة المجتمع»، لتسوير وردم 400 بئر مكشوفة، تشكل «خطورة» على مرتادي الأماكن الصحراوية. ويتوزع معظم هذه الآبار على صحراء الصمان، وفي محافظة حفر الباطن والنعيرية وقرية العليا والخفجي، إضافة إلى محيط الجبيل. وتم حصرها وتحديدها من قبل القسم الهندسي في المديرية، وردمت بموجب هذا الاتفاق 250 بئراً. وبررت مديرية الدفاع المدني في الشرقية عدم ردم البقية ب «قيام أشخاص مجهولين بسرقة أدوات ومعدات تستخدم في الردم، بينها كميات من الحديد، إضافة إلى اعتراض الأهالي المستفيدين من الآبار في سقيا مواشيهم».