أبلغت الإدارة الأميركية الرئيس محمود عباس أمس بأنها «متمكسة بموقفها» المطالب بوقف تام للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيه «النمو الطبيعي» في المستوطنات. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» إن إدارة الرئيس باراك أوباما أكدت لعباس عشية القمة التي تجمعه واوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك، أن تحركها لعقد هذا اللقاء لا يشكل تراجعاً عن موقفها. وأوضح أن الإدارة الأميركية «أبلغت الرئيس بأنها تعتبر اللقاء رسالة إلى العرب والاسرائيليين على السواء، مفادها أنها إدارة مصممة وصبورة». ولفت إلى أن المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيجري جولة سادسة في المنطقة قريباً بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الاستيطان تمهيداً لاستئناف المفاوضات. ويضم الوفد الفلسطيني الموجود في نيويورك الرئيس عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات والمستشار السياسي للرئيس أكرم هنية، إضافة إلى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض الذي يشارك في اجتماعات لجنة المانحين للسلطة الفلسطينية. وكان ميتشل أجرى خمس جولات في المنطقة لحمل إسرائيل على وقف الاستيطان، من دون ان ينجح في مهمته. لكن مسؤولاً فلسطينياً أكد أن إدارة أوباما أبلغت السلطة بأنها حصلت على تعهد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بتجميد جزئي للاستيطان لمدة تسعة اشهر «غير أنها مصممة على تجميد كلي للاستيطان في الاراضي المحتلة العام 1967، بما فيها القدس». ويقول مسؤولون فلسطينيون إنهم لمسوا «تصميماً» من الإدارة الأميركية على التوصل إلى تسوية سياسية خلال عامين. وقال أحدهم إن واشنطن تعهدت في لقاءات خاصة العمل على إقامة دولة فلسطينية خلال عامين، وانها تعتبر هذه الدولة «مصلحة قومية أميركية عليا». وأضاف: «للمرة الأولى نشعر بأن الجانب الأميركي يلتقي مع الجانب الفلسطيني في مصلحة مشتركة هي إقامة دولة مستقلة ... لمسنا أن هذه الإدارة تظهر جدية عالية تصل إلى مرحلة إلزام نفسها بجدول زمني لا يتعدى العامين». وأكد مسؤولون يرافقون عباس تمسكه باشتراط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات، وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن «شرط استئناف المفاوضات لم يتغير، خصوصاً في ما يتعلق بالاستيطان والقدس ... يجب أن تقوم المفاوضات على أساس واضح. ووقف الاستيطان عامل مهم في الوصول إلى الهدف النهائي من المفاوضات، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة». وحرص على التذكير بأن القمة الثلاثية التي ستعقد على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك جاءت بناء على دعوة الرئيس الأميركي، وان «لهذا اللقاء اعتباراته وأسبابه، لكنه لا يعني استئناف المفاوضات». وأوضح أن قبول الجانب الفلسطيني المشاركة في اللقاء جاء استجابة للدعوة والجهود الأميركية الرامية إلى «ايجاد الشروط المناسبة لعودة المفاوضات».