تيغوسيغالبا - أ ب، رويترز، أ ف ب – دخلت الأزمة في هندوراس مرحلة جديدة أمس، بالعودة المفاجئة للرئيس المخلوع مانويل زيلايا الاثنين الماضي الى تيغوسيغالبا، مبدياً استعداده للحوار مع الحكومة الموقتة التي تمسكت بمحاكمته، كما حمّلت البرازيل التي استضافته في سفارتها، مسؤولية أي اعمال عنف يشهدها البلد. وتحدى آلاف من انصار زيلايا، حظراً للتجول فرضته الحكومة الموقتة، وتجمعوا في محيط السفارة البرازيلية حيث بقي الرئيس المخلوع، فيما اغلق الانقلابيون المطار ووضعوا حواجز على الطرق السريعة المؤدية الى العاصمة. وأعلن رئيس نقابة المعلمين ان اعضائها ال60 الفاً سينفذون اضراباً مفتوحاً دعماً لمطلب زيلايا اعادته الى منصبه. وروى زيلايا الذي اطاحه الجيش في 28 حزيران (يونيو) الماضي ورحّله الى المنفى في نيكاراغوا المجاورة لخلاف حول استفتاء دستوري في شأن عدد الولايات الرئاسية، انه عاد الى بلده في ختام «رحلة طويلة استغرقت 15 ساعة»، متخطياً «الف عقبة» في «دول مختلفة وتبديل وسائل النقل ووضع خطط لتجنب الحواجز العسكرية وطوق الشرطة وأنظمة مراقبة اخرى». وقال ان «القوات المسلحة يجب ان تصوّب اسلحتها نحو اعداء الشعب وليس على الشعب»، مشدداً على انه «الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب، ولذا عدت». وأشار الى انه يحاول الاتصال بالحكومة الموقتة لبدء مفاوضات حول تسوية للنزاع، قائلاً: «انا هنا سعياً الى الحوار». في كراكاس، قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز ان «زيلايا اختبأ في صندوق سيارة وفي جرافات»، معتبراً انه قام «بعمل بطولي وغامر بحياته». في المقابل، طلب الرئيس الموقت روبرتو ميتشليتي من البرازيل «احترام مذكرة التوقيف الصادرة في حق زيلايا وتسليمه الى السلطات المختصة في هندوراس»، محذراً من أنها ستكون «مسؤولة في شكل مباشر عن أعمال العنف التي قد تحدث داخل (السفارة) أو خارجها». وقال: «أُصرّ على أن المحاكم تنتظر أن يسلم نفسه لها، ويعاقب على الجرائم التي ارتكبها». وأعلن ميتشليتي انتهاء الوساطة التي كان يقوم بها رئيس كوستاريكا اوسكار ارياس في هندوراس، اثر العودة المفاجئة لزيلايا «من دون التحدث معه». في نيويورك، وصف ارياس عودة زيلايا بأنها فرصة لمحاولة التوصل الى اتفاق، مبدياً استعداده لزيارة تيغوسيغالبا اذا طلب منه الجانبان ذلك. اما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فدعت بعد لقائها ارياس الى «استئناف الحوار وأن تكون هناك قناة اتصالات بين الرئيس زيلايا ونظام الأمر الواقع»، كما حضت على اعادته الى منصبه. ورداً على انتقادات الحكومة الموقتة، اكد وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم ان بلده «لم يؤدِ اي دور» في عودة زيلايا، مشيراً الى ان برازيليا اكتفت بالسماح له باللجوء الى سفارتها اذ كان موجوداً قربها.