أنا هنا لا أدافع عن الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بقدر ما أحاول تحليل الموضوع ومحاولة إيجاد زاوية للفهم، اذا كان هناك من يريد أن يفهم بعيداً عن الانزلاق في جرف سحيق هو التعصب، وبالمناسبة الكل يدعي أنه غير متعصب في تعصبه فيتحول النقاش إلى جدل بيزنطي ترتفع فيها الأصوات فقط. في الدوري لدينا حال عجيبة لدى الفرق التي تتنافس على الدوري والفرق التي تتنافس للبقاء والهروب من شبح الهبوط، فمن يصل إلى المركز الثاني ويشعر بالتعب وأنه قد لا يحقق مبتغاه يلجأ إلى هذا الأسلوب سواء أكان هذا النادي هو الهلال أم النصر أم الاتحاد أم الأهلي أم أياً كان، إذ يتلبس دور المظلوم ويضخ إعلامه ومريديه وكتابه لتعزيز هذا الأمر في نفوس جماهيره. اتهام الرئاسة والأمير نواف تحديداً بمحاولة الانتصار للمتصدر ودفعه لتحقيق الدوري بظلم صاحب المركز الثاني عبر قرارات ظالمة سواء في التحكيم أم قرارات لجان الاتحاد يأتي في هذا الإطار، على رغم أن الأمير نواف يؤكد أنه بعيد عن عمل اتحاد القدم المستقل بصلاحياته، وما هذا الصراخ المفتعل من الهلال اليوم الذي لم يستفد أحد مثله من أخطاء التحكيم إلا إنكار للواقع والحل المريح والأسهل عبر اتباع سياسة الضجيج وادعاء المظلومية بالهرطقة اللغوية البحتة بدلاً من العمل، وبالمناسبة فالهلال ليس وحده من يمارس ذلك فقبله لعب النصر الدور ذاته وب«الهرطقات اللغوية» نفسها، بل هو يفعلها دوماً إذ يشعرك إعلاميوه أن النصر كائن يعيش وسط مؤامرة كونية «كبرى» تسعى إلى إسقاطه، كما فعل ذلك أيضاً الاتحاد أيام أزمة منصور البلوي ورحيله، وكذلك الأهلي فجماهير ليست بدعاً عن البقية. صراحة لا أعلم ما هي الحكاية في تتابع هذه القصص وتناسخها حتى وصلت القصة إلى الفرق التي تخشى من الهبوط، فهي مارست الدور ذاته والمتهم كان الرئيس العام وكأنه أوصى الفرق التي تقابلهم بأن تهزمهم بقسوة. وحدها فرق الوسط في سلم الترتيب بالدوري تنشغل بنفسها ولكن حتى هي لا تؤمَن مظلوميتها، فلو صعدت لأعلى أو نزلت لأسفل ستجدها لا تواجه مستجداتها بل ستصرخ بلعب دور المظلوم من الرئاسة واتحاد القدم أو أية جهة أخرى، بل ربما صرخ بك أحدهم: «لو وفروا لنا ملعباً مثل منافسنا، لفعلنا العجائب»، ولا يدري هذا المسكين أن هناك أندية لديها ملاعب أفضل من ملاعب ريال مدريد ولم تراوح مكانها في ترتيب الدوري. بصراحة ما يجري أمر غير مفهوم بالنسبة لي لكن من الممكن لي أن أبرره بأنه طبع عربي لا أقل ولا أكثر، فحتى على نطاق السياسة تجد كل تيار يحصر الحق في مفهومه ولا يحقه بصفته حقاً يفرض نفسه لكن بالصوت المرتفع والإساءة إلى الآخرين. وهنا.. هو أمام طريقين إما أن يحقق الانتصار أو يصنع شبح خطف الانتصار، ونحن من العرب وجماعتنا في دوري جميل ليسوا استثناءً من ذلك، فالأربعة الكبار من العرب العاربة وفرق المؤخرة من العرب المستعربة! [email protected]