افتتح وزير البيئة الأردني طاهر الشخشير، مندوباً عن الملك عبدالله الثاني، أمس المؤتمر السنوي السابع للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) تحت عنوان «الأمن الغذائي التحديات والتوقعات» الذي يعقد بالتعاون مع جامعة البتراء الأردنية وهيئة البيئة في أبو ظبي ويختتم اليوم. وأعلن الأمين العام ل «أفد» نجيب صعب، إطلاق تقرير المنتدى عن الأمن الغذائي، وهو السابع في سلسلة التقارير السنوية للمنتدى. ولفت في كلمة إلى «أن التقرير يركز على الحاجة إلى إدارة أكثر كفاءة للموارد الزراعية والمائية، بما يعزز فرص تحقيق الأمن الغذائي العربي، وهو يأتي كإضافة طبيعية إلى التقارير الستة التي سبقته، وسط تصاعد الاضطرابات في أكثر من نصف المنطقة. وأشار إلى أن الاضطرابات الإقليمية منعت تنفيذ بعض أهداف عام 2014 بالكامل، خصوصاً في البلدان التي أدت الأحداث فيها إلى عرقلة البرامج في مجال الأمن الغذائي. وأكد صعب أن تقرير «أفد» حول الطاقة المستدامة نوقش على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وصولاً إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبين أن مبادرة «أفد» حول الاقتصاد العربي الأخضر استقطبت تأييداً قوياً في المنتديات الإقليمية، خصوصاً على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت إلى أن التقرير، في ضوء اتساع الفجوة الغذائية وازدياد التدهور في وضع البيئة والموارد الطبيعية، يؤكد إمكان عكس الاتجاه التراجعي للوضع الغذائي عن طريق تحسين إنتاجية الأراضي وكفاءة الري والتعاون الإقليمي. وقالت الأمين العام لهيئة البيئة في أبو ظبي رزان خليفة المبارك، إن الاهتمام بموضوع الغذاء والأمن الغذائي ازداد عام 2008، مع الزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء آنذاك، فارتفع سعر طن القمح من 196 دولاراً في كانون الثاني (يناير) 2007، إلى 440 دولاراً في آذار (مارس) 2008. وكانت وراء هذا الارتفاع في الأسعار عوامل، منها: الجفاف وانخفاض احتياطات الحبوب وارتفاع أسعار النفط والزيادة في معدلات استهلاك اللحوم. وأشارت إلى أن بالإمكان تعزيز القدرات على تحقيق الأمن الغذائي من خلال التنسيق بين البلدان العربية، «شرط أن يستفيد كل دولة من نقاط القوة لديها، فيجب علينا أن نزرع المحاصيل حيثما توجد أراض خصبة ومياه وافرة، وأينما وجدت مياه ساحلية مناسبة يجب أن نسعى لتربية الأحياء المائية، والبلدان التي تتوافر فيها الطاقة نستخدمها لإنتاج الأسمدة، وحيث توجد الأموال يجري تمويل البحوث والتطوير». وكانت للأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي مؤسس منتدى غرب آسيا وشمال أفريقيا، كلمة تحدث فيها عن دور التعاون الإقليمي في تعزيز الأمن الغذائي، خصوصاً مع توقع ازدياد الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المئة عام 2030 نتيجة ازدياد عدد السكان. وأكد أن الاستثمار في البحوث والبنى التحتية، والاستثمارات الزراعية المسؤولة والصديقة للبيئة مدعومة بسياسات ملائمة ومؤسسات كفوءة، يمكن أن تزيد حصة الفرد العربي بنسبة 35 في المئة بحلول 2050. وقال الشخشير إن أحدث الدراسات تشير إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي على المستوى الإقليمي بلغت حوالى 72 في المئة عام 2011 وهي تشكل زيادة ضئيلة عن 2005 حين بلغت 70.5 في المئة، في حين تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي الغذائي على المستوى الوطني في معظم البلدان العربية. وأضاف «أن الأردن يعتبر من البلدان الأكثر شحاً بالمياه على مستوى العالم. وفي ظل الأزمات السياسية المتلاحقة في دول الجوار واستضافة الأردن الملايين من الأشقاء العرب، خصوصاً اللاجئين السوريين، فهو يشهد الآن أزمة غذائية غير مسبوقة نتيجة الطلب المتزايد على الماء والغذاء». ويستمر المنتدى لمدة يومين بحضور مندوبين من 54 دولة، يمثلون 170 مؤسسة من القطاعين العام والخاص والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع العلمي والهيئات المدنية ووسائل الإعلام. ويشارك في المؤتمر 40 طالباً من المنطقة العربية، في إطار مبادرة «قادة المستقبل البيئيين» التي يرعاها المنتدى. وقال وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق ل «الحياة»، إن تقرير «الأمن الغذائي في البلدان العربية» يتحدث في جزء منه عن الحوكمة في موضوع الغذاء، بهدف الاستثمار في السياسات وتطبيقها في شكل مستمر وعدم التراخي. وأشار إلى أن حكومة لبنان لديها أكثر من لجنة وزارية تعمل على هذه الأمور، معرباً عن أمله في أن تستمر المتابعة والخروج بقرارات توفر نوعاً من الحماية في موضوع الأمن الغذائي. وقال: «لا يمكن القيام بأي شيء من دون الحفاظ على البيئة، فثمة ضرورة لتضافر الجهود لمنع تلوث الأنهار في لبنان ووقف استنزاف المياه الجوفية».