فاز حزب رابطة عوامي الحاكم في بنغلادش في الانتخابات البرلمانية التي اجريت امس الاحد وشابتها اعمال عنف والتي لم تكن نتيجتها محل شك ابدا بعد مقاطعة حزب المعارضة الرئيسة لها. ومع التنافس على اقل من نصف مقاعد البرلمان البالغ عددها 300 مقعد، صوّت الناخبون بأعداد متواضعة وسط اجراءات امنية مشددة في انتخابات افتقرت للطابع الاحتفائي لانتخابات بنغلادش وقاطعها المراقبون الدوليون بوصفها معيبة. وقد يضع ضعف مشاركة الناخبين ضغوطا جديدة على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للتوصل الى حل وسط مع حزب بنغلادش الوطني المعارض لاجراء انتخابات جديدة. وتولت سواء الشيخة حسينة رئيسة الوزراء والبيغوم خالدة ضياء زعيمة حزب بنغلادش الوطني رئاسة الوزراء في بنغلادش طوال الفترة منذ استقلالها قبل 22 عاما باستثناء عامين فقط، وهما متنافستان لدودتان. وحصل حزب عوامي على 105 مقاعد علاوة على 127 مقعدا فاز بها بالتزكية مما يعطيه غالبية تزيد عن الثلثين في البرلمان. ومن المتوقع ان تشكل حسينة حكومة جديدة هذا الشهر. وقال حسين ظل الرحمن وهو اقتصادي ومستشار لحكومة "انتقالية" سابقة كانت مكلفة بالاشراف على الانتخابات ان "النتيجة المباشرة لنسبة الاقبال المفزعة تلك ستكون تعرض حكومة حسينة لضغط اكبر لاجراء محادثات مع المعارضة. انها الاشارة النهائية لاحتجاج شعب بنغلادش وتقول لنا انه غير سعيد بالطريقة التي اجريت بها الانتخابات في هذا البلد". ولم يظهر ما يشير الى انتهاء المأزق الحالي بين الحزبين المهيمنين على الحياة السياسية في بنغلادش والذي يقوض شرعية الانتخابات ويثير مخاوف من حدوث ركود اقتصادي واندلاع مزيد من العنف في تلك الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب آسيا ويقطنها 160 مليون نسمة. وذكرت تقارير اخبارية ان 18 شخصا قتلوا في حوادث منفصلة يوم الانتخابات كما اوقف التصويت في نحو 400 مركز اقتراع. وقتل اكثر من 100 شخص خلال فترة الاستعداد للانتخابات معظمهم في مناطق ريفية كما ادى الخوف من وقوع اعمال العنف الى إحجام ناخبين كثيرين عن الادلاء بأصواتهم. وقالت الشرطة انها اضطرت لاطلاق النار على ناشطين معارضين في ستة حوادث. وباستثناء انفجار قنابل بدائية بعدد اصابع اليد الواحدة ساد الهدوء داكا. وقال حزب بنغلادش الوطني ان ضعف الاقبال على التصويت يبرر تنديده لهذه الانتخابات بوصفها مهزلة. وقال شمشير مبين تشودري وهو احد نواب رئيس حزب بنغلادش الوطني لوكالة رويترز امس ان " نسبة الاقبال اشارة واضحة الى رفض الناس العاديين لهذه الانتخابات وهي تقريبا انتخابات بلا ناخبين".