خشونة الركبة، أو «أرتروز» الركبة، مرض لا يكاد يخلو منه منزل، وتشير التقديرات الصادرة عن السلطات الصحية في الولاياتالمتحدة إلى إصابة أكثر من 27 مليون أميركي بالمرض. ويزداد الرقم صعوداً مع تقدم السكان في العمر ومع انتشار وباء السمنة. وينتج مرض الخشونة عن تغيرات طارئة في غضروف الركبة الناعم الأملس تجعله رقيقاً وخشناً مع تشكل نتوءات عظمية، فيعاني المصاب من عدد من العوارض القاسية، مثل التيبس، والألم، والتورم، وصعوبة المشي، وربما العرج. ومع التقدم في العمر تقل مرونة غضروف الركبة وتقل معها قدرته على تحمّل الضغط الشديد الواقع عليه. وعلى رغم أن الغالبية العظمى من الناس يعتقدون بأن دمار الغضروف الذي يحمي العظام من الإحتكاك، هو أصل البلية، إلا أن دراسات حديثة أفادت بأنه مرض أكثر تعقيداً ويشمل أجزاء أخرى داخل المفصل وخارجه، بما في ذلك العظام والنخاع. وربما هناك عامل التهابي مساعد وجينات تدخل على خط المرض. وتبدأ خشونة الركبة بانسداد الشعيرات الدموية الدقيقة المغذية للمفصل والغشاء الزلالي ما يسبب الإلتهاب والتورم في الركبة. وبعد ذلك تبدأ الغضاريف بالتآكل التدريجي الذي يزيد مع التقدم في العمر وزيادة الحمل على المفصل فتتقلص المسافة بين نهايتي عظمة الفخذ وعظمة الساق. ومع تطور الحيثيات الإلتهابية يقل إفراز السائل المفصلي ما يزيد من الإحتكاك بين عظمتي المفصل أكثر فأكثر وبالتالي زيادة مساحة التخريب. وبعد فترة تقصر أو تطول ينتهي الإلتهاب بحدوث التليفات في الغشاء المفصلي والأربطة فتتشنج العضلات ويتفاقم الألم. وهناك عوامل أساسية تزيد من فرص الإصابة بخشونة الركبة هي: 1- التقدم في العمر، فحدوثة يكثر بعد سن 45 سنة. 2- الجنس، تصيب الخشونة النساء أكثر من الرجال. 3- الإصابات الرضية والكسور. 4- البدانة. 5- الأمراض الروماتيزمية. لا يوجد حل جذري ينهي مرض خشونة مفصل الركبة، وكل ما يمكن فعله على أرض الواقع هو التحكم في العوارض، وإبطاء المرض، والسيطرة على الألم الذي يعتبر من أكثر العوارض المنغصة للمصاب. لا شك في أن مضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية تعطي نتائج طيبة في تركين الألم لكن المشكلة في هذه العقاقير أنها تترك خلفها مضاعفات ثانوية جدية على أنبوب الهضم فنكون في مشكلة لنقع في أخرى. لكن بعيداً من الأدوية ومشاكلها، إليكم بعض الطرق التي تساهم في التخفيف من الألم: -التدليك المنتظم: إذا أخذنا بنتائج دراسة للدكتور ديفيد كيتز من مدرسة طب هارفارد الأميركية، فإن التدليكات المنتظمة مفيدة في تقليص حدة الألم الناجم عن خشونة الركبة وكذلك في تحسين وظيفة المفصل. وحسب كيتز، فإن التدليك لا يمكن أن يكون العلاج البديل للأدوية، لكنه يلعب دوراً في التخفيف من اللجوء إليها، وليس في استبدالها كلياً. -خفض الوزن: إن الزيادة في الوزن تطلق شرارة المعاناة أو أن هذه الأخيرة تصبح أكثر سوءاً مع زيادة وزن الجسم، وفي هذا الإطار كشفت دراسة أميركية نشرت في عام 2011 أن ضياع 10 في المئة من الوزن يؤدي إلى تحسن ملحوظ على صعيد العوارض خصوصاً الألم. كثيرون من الذين يعانون زيادة في الوزن يتحججون أنهم غير قادرين، لكن على هؤلاء أن يفعلوا المستحيل لخفض الوزن، لأن خسارة كل كيلوغرام يساهم في تخفيف العبء عن مفصل الركبة وبالتالي يقلل من حدة المعاناة ويزيد من إمكان تحريك المفصل. تقوية عضلات الفخذ: إن تقوية هذه العضلات خصوصاً الأمامية منها، التي تعتبر من أطول عضلات الجسم وأكبرها، تلعب دوراً ملحوظاً في التخفيف من آلام الركبة. وتتم تقوية العضلات بأن يأخذ المريض وضع الاستلقاء أو الجلوس الطويل والقيام بالخطوات الآتية: 1- تقليص عضلات الفخذ لمدة 7 ثواني ثم إرخاؤها 2- رفع الساق المستقيمة الى الأعلى بالتناوب وإبقاؤها في الوضع 7 ثوان. 3- الاستلقاء على الجانب وتدوير الساق مع شد عضلي لمدة 7 ثوانٍ. 4- حركة الدراجة بالساقين. 5- الاستلقاء على الظهر وتدوير الساقين الممدودتين إلى الجهتين وبالتناوب 5 – 6 مرات لكل جنب، ويمكن إعادة التمرين مع رفع الأثقال تدريجياً. 6- دفع الساقين بالتناوب للمقاومة في الاتجاهات كافة، وتعاد هذه التمارين من 5 إلى 7 مرات. الوضعية السليمة في الجلوس: يجب الجلوس بوضع صحيح مع تجنب ثني المفصل لأكثر من 90 درجة. كما يجب تجنب بعض أنواع الجلوس الخاطئة مثل تربيع الساقين أو الجلوس في وضعية القرفصاء أو الجلوس على الأرض أو الجلوس مع ثني الساقين أسفل الجسم. رباط حول المفصل: وتساهم الأربطة في التخفيف من العبء الواقع على المفصل، كما تقلل من اللجوء إلى استعمال الأدوية المضادة للإلتهاب، وتؤخر من اللجوء إلى الخيار الجراحي. وهناك أنواع من الأربطة الداعمة، منها البسيط، ومنها المعقد الذي يملك دعامات خاصة من الطرف وحول صابونة الركبة. استخدام العكاز: إن الإستعانة بالعكاز تقلل من الوزن الواقع على مفصل الركبة بدرجة ملحوظة، وينصح بالعكاز خصوصاً عند السير لمسافات طويلة من أجل تقليل الحمل على الركبتين. ختاماً، بقي أن نعرف الآتي: - إن خشونة الركبة لا تعني أبداً أنك ستكون مقعداً طوال حياتك. - لا يوجد أي غذاء خاص لخشونة الركبة. - الرياضة مهمة في مرض خشونة الركبة وأفضلها الهوائية والسباحة. لكن يجب الإبتعاد عن الرياضات عالية الخطورة، مثل التزحلق على الجليد والدوران والقفز العالي، كما يجب تفادي الدراجات المتحركة والثابتة لأنها تزيد من الإحتكاك بين سطحي المفصل. - عدم الوقوف طويلاً على الرجلين لأنه يزيد من الضغط الواقع على المفصل. - تجنب الإكثار من صعود الدرج ونزوله ما أمكن لأن كل خطوة تزيد الضغط على الركبة، وإذا كان لا مفر من تسلق الدرج فافعل لكن ببطء شديد مع سند اليد على السور لتقليل الضغط على الركبة، وحبذا لو بدأت صعود كل درجة بالرجل السليمة ومن ثم المصابة، واتبع العكس عند النزول، إي إبدأ بالمريضة ومن ثم السليمة... هذا طبعاً إذا كانت إحدى الركبتين مصابة فقط، أما في حال إصابة الركبتين معاً فابدأ في الرجل التي تشاء. - لا يفيد تناول الكلس في علاج خشونة الركبة وذلك بعكس داء الهشاشة. - هناك الملايين من الذين يتناولون مكملات الغلوكوزامين لعلاج خشونة الركبة، لكن دراسة حديثة كشفت أن لا دليل على فائدة تلك المكملات في التقليل من تآكل الغضروف ولا في التقليل من الألم ولا في تحسين وظيفة المفصل، وهذا يعني أن استعمالها مضيعة للوقت وهدر للمال. - في خصوص الوخز بالإبر الصينية فهو يعطي نتيجة جيدة في بعض الحالات، ولا يعرف بالضبط السبب. في كل الأحوال يمكن اللجوء إلى الوخز في حال فشل الطرق الأخرى.