لا يكاد يمر عرض مسرحي للفرنسي ديودونيه من دون أن يثير جدلاً في الأوساط الفنية والإعلامية والسياسية لتعريضه المتواصل بالساسة الفرنسيين الذين يبتزهم اللوبي اليهودي ممثلاً في المجلس اليهودي الفرنسي.. ولأن «ديودونيه مبالا مبالا» يصنف في خانة المثيرين الجدل بسبب مواقفه من رجالات السياسة الفرنسيين، ودخوله مع كثير من الهيئات في نزاعات قضائية، يكسب بعضها ويخسر بعضها الآخر، لم يتوقف عند حدود فرنسا بل إنه وقف إلى جانب القذافي وأحمدي نجاد وتشافيز، وأصبح في فم الإعصار اليهودي بوصفه الرقم واحد في معاداة السامية، واشتهر بحركة مسك أعلى ذراعه بيده تهكماً على اليهود، وصار كل من يقوم بتلك الحركة الغريبة معادياً لليهود.. وآخر ضحايا هذه الحركة نيكولا أنيلكا، الدولي الفرنسي السابق ولاعب ويست برومويتش ألبيون، إذ لم يتأخر في إبداء مساندته لصديقه ديودونيه بعد تسجيله أحد أهدافه في الدوري الإنكليزي بأن قام بتلك الحركة المنبوذة.. تحركت الآلة اليهودية في العالم مطالبة بتسليط أقصى العقوبات على أنيلكا لأنه يعادي، بهذه الحركة، السامية وبالتالي فهو عدو لليهود.. وأثار هذا الموقف لغطاً كبيراً، بأن خلط الرياضة بالسياسة والدين، ولم يأبه أنيلكا لذلك، واعتبره موقفاً داعماً لصديقه الفنان الساخر، ولا علاقة له باليهود ولا بغيرهم.. وأما ديودونيه فعلق على ما قام به صديقه بقوله «نيكولا، سيفخر بك أجدادك، أنت محمد علي الفرنسي حقاً، الذي يقول لا. أنت الزنجي الذي يعارض، وأنت الذي يقف، ويقوم بحركته ويهديها لأخيه ديودونيه». نيكولا بلال أنيلكا هذا الشاب ذو البشرة السمراء، موهوب لاعباً، مشاكس باستمرار، إذ قد تصدر عنه تصرفات غير محسوبة، كما في مونديال 2010 حين نزل شتماً بالمدرب دومينيك وحمل أمتعته ورحل، من دون أن يهتم لما يحدث، لأنه قرر ترك الديكة وشأنهم، واهتم بدينه الجديد، الإسلام، إذ أطلق لحيته، ولم يطلّق ملاعب الكرة.. ولم يتردد أيضاً في إعلان رفضه دفع الضرائب في فرنسا، لأن ذلك يتعارض مع تعاليم الإسلام.. ويرى الإعلام الفرنسي أن أنيلكا المتمرد من طينة الرياضيين الفرنسيين من أصول أفريقية أو عربية التي تبدي رفضاً للنظام الاستعماري والعنصري، أمثال سمير نصري وطوني باركر وبوريس دياو.. فكلهم دافعوا عن ألوان فرنسا لكنهم يرفضون العنصرية والإهانة التي تصدر من بعض الأوساط الرسمية أو الإعلامية.. وتذهب بعض الصحف إلى القول إن أنيلكا الذي احتج على إقحام الدين في الحركة التي قام بها، إنه من أكثر اللاعبين الفرنسيين الذين استفادوا مالياً على امتداد مسارهم الاحترافي، إذ يأتي بعد إبراهيموفيتش بأكثر من 130 مليون يورو، ويعتبر من مليارديرات الكرة في فرنسا، وبالتالي فليس له الحق في انتقاد نظام كروي تسبب في ثرائه (..) فما جدوى الالتفاف على الأمور، واللعب على حبل العنصرية والتهميش. ونسي أصحاب هذا المنطق أن أنيلكا نال المال بموهبته، ولم يمنعه هذا من الدفاع عن قناعات تنطلق من الدفاع عن حق الأقليات المنحدرة من المستعمرات القديمة.. فاللعبة أكبر من الكرة ومن حركة ديودونيه الشهيرة.. [email protected]