أطلق تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية» شريطاً مرئياً يظهر اعترافات تعرض للمرة الأولى للانتحاري عبدالله حسن عسيري الذي قتل نفسه في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدف بها مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف الشهر الماضي. ويقول عسيري الذي حمل الرقم 40 في قائمة المطلوبين ال85 إن ما سماه قسم التصنيع في «القاعدة» يستنبط من المواد البسيطة مواداً تستخدم في عمليات التفجير. وكشف ان العبوة الناسفة التي حاول أن يغتال بها الأمير محمد بن نايف يراوح حجمها بين 50 و200 غرام. وأوضح الانتحاري أنه أبلغ زملاءه في اليمن خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معهم من منزل الأمير محمد بن نايف بأنهم سينقلون إلى جدة بطائرة خاصة، وسيتم تمكينهم من أداء مناسك العمرة. وقال عسيري في مقطع فيديو عرضته «مؤسسة الملاحم» التابعة لتنظيم «القاعدة» على مواقع الكترونية ان العبوة المتفجرة «مبتكرة ومن النوع المتطور»، ويقدر حجمها ما بين 50 و200 غرام من المتفجرات. وأشار الانتحاري إلى أنه طلب أن يتصل من قصر الأمير محمد بن نايف هاتفياً على مجموعة من المطلوبين أمنياً الموجودين في اليمن، ليعطيهم الأمان للعودة إلى الأراضي السعودية. وذكر أنه قابل الأمير محمد بن نايف ووعده بالسماح بعودة زملائه إلى جدة وتمكينهم من أداء العمرة، وقال: «الرؤيا ستحقق، الأمير سلمني العلم كامل، وكل شي على ما يرام، وستؤدون العمرة فور وصولكم إلى جدة عبر طائرة خاصة، وأن مجريات التحقيق عادي»، بل شبهه ب«السوالف». ولفت خلال المكالمة التي خُطط لها لتثبيت وصول التنظيم للشخصية التي ينوون استهدافها، إلى أن «الأسرى» الذين يحتجزهم أبو سفيان الأزدي سعيد الشهري نائب قائد التنظيم في جزيرة العرب (المطلوب رقم 32 في قائمة ال85) «يسلمهم، وأبلغهم بأنه لن يندم»، قاصداً زوجته وفاء الشهري، وطفليها يوسف (9 سنوات) ووصائف (4 سنوات) اللذين هربت بهما إلى اليمن بصحبة شقيقها يوسف (المطلوب رقم 85 في القائمة المذكورة). وأضاف عسيري خلال المقطع الذي تبلغ مدة عرضه 17 دقيقة، ويظهر فيه وهو يستعرض قنبلة يدوية وأمامه مجموعة من الأنابيب المخبرية: «أن المجموعة الذين يسلمون أنفسهم يخير لهم السكن في الأحياء التي يوضعون بها، أو الانتقال إلى أحياء أخرى، أو مدينة ثانية يرغبون بها»، مشيراً إلى أن «المجاهدين في العراق سيبشرون بالنصر بعد تنفيذ هذه العملية». وظهر صوت خلال المكالمة الهاتفية مع العناصر الإرهابية يعتقد بأنه صوت الأمير محمد بن نايف، وذلك بعد أن أخبر الانتحاري عسيري الشخصية المجهولة التي كان يتحدث معها بأن «الأمير سيتحدث معك». وقال الأمير خلال المكالمة الهاتفية: «والله أني فرح بسماع صوتك، وصوت أخوانك» وتلاها صوت التفجير. ووجه عسيري رسالة إلى والديه داعياً إياهما إلى الصبر والاحتساب عند سماعهما خبر انتحاره، وقال: «أتمنى أن أكون عند أرجلكم وأخدمكم وأبر بكم، ولكن أنا أخدم الدين». وتحدث في شريط الفيديو زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي (المطلوب رقم 80)، ونائبه سعيد الشهري والقائد الميداني اليمني قاسم الريمي (المطلوب رقم 69).