يشهد كورنيش مدينة جدة هذه الأيام في عيد الفطر، ازدحاماً ملحوظاً وإقبالاً منقطعاً ،وتفضيلاً لافتاً من سكان المدينة وزوارها للنزهة في أجوائه الصافية، من الشبان والعائلات، إلا أن هذا الازدحام يولد نوعاً من تبادل الشكاوى بين الطرفين، فالعائلات تشكو معاناتها من عدم وجود جلسات مخصصة تحد من ارتياد الشباب لأماكنها وتوفر الخصوصية المطلوبة لها، والشباب يرددون المعاناة نفسها. ولذلك يقول رب الأسرة محمد الغامدي إنه لا يذهب إلى كورنيش جدة خلال فترة العيد، على رغم تحسن أجواء المدينة وقبول كثير من الناس واستحسانهم للنزهة في هذه الأجواء، موضحاً أنه يحرم أطفاله وأسرته من ارتياد البحر واستمتاعهم بأجوائه، بسبب ما يبرز خلال أيام العيد في الكورنيش من مضايقات الشباب، فيفرض حظراً على أسرته حتى تنقضي أيام العيد. ويضيف: «أولى المشكلات التي تجبرني على هذا الحظر وأهمها تداخل المواقع المخصصة لجلوس العائلات مع مثيلاتها الخاصة بالشباب، إذ لا توجد أماكن صريحة ومحدودة ومقننة للعائلات تمنع دخول الشباب إليها، مع عدم هضم حقوقهم بإيجاد أماكن خاصة بهم، بحيث «لا يكون الوضع مفتوحاً للطرفين عزاباً وأسراً، الكل يتسابق لأخذ مكانه البارز على الشاطئ من دون اكتراث واهتمام وتقدير لوضع العائلات والخصوصية التي يجب أن تتوافر لها في هذا الوقت بالذات من السنة». وتساءل مواطن آخر قائلاً: «لماذا لم تحدد أمانة محافظة جدة بالتنسيق مع الجهات المعنية الأماكن الخاصة بالعائلات بلغة واضحة وصريحة ولافتات بارزة وعلنية وإرشادات؟، للتأكيد على ضرورة الالتزام بآداب ارتياد الكورنيش، كونه المكان الوحيد في مدينة جدة الذي يتجه إليه الناس سواء من سكان المدينة أو زوارها لقضاء الأوقات المخصصة للنزهة». أما محمد الزهراني فأكد أن ما يشهده كورنيش جدة من ازدحام كبير وملاحظ خصوصاً أيام الأعياد، يمثل هاجساً كبيراً لأصحاب العائلات، «وهو أمر أعتقد أنه مزعج ويحتاج لجهود تنظيمية لضمان استمتاع العائلات بالإجازة، والعزاب بحقهم أيضاً في توفير الأماكن المناسبة لجلوسهم ونزهتهم». ويقول: «هذا حق مشترك للطرفين سواء كانوا عزاباً أو عوائل. فتحديد أماكن خاصة للعائلات لا يعني أبداً إهمال الشباب والعزاب، فلهم كل الحق وهم فئة يجب أن تنال اهتماماً مماثلاً ورعاية مميزة، كما أنه لابد من تحديد الأماكن بوضع لافتات تعرف وتوضح خصوصية الموقع لارتياد العائلات وكذلك الحال بالنسبة لما يحدد لجلسات الشباب والعزاب»،