زار وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مدينة غاو كبرى مدن شمال مالي، في محطته الأولى من جولة أفريقية ستقوده بعد ذلك إلى النيجر وتشاد. ووصل لودريان إلى غاو كبرى مدن شمال مالي آتياً من باماكو على متن طائرة عسكرية من طراز «أي 400 أم» التي تقوم بأول مهمة عملانية في مسرح عمليات في الخارج. وإضافة إلى الصحافيين المرافقين للوزير الفرنسي، نقلت الطائرة حمولة مخصصة للعسكريين الفرنسيين المشاركين في عملية «سيرفال» والموجودين في مالي منذ نحو سنة. والتقى لودريان الجنود المشاركين في العملية وكذلك جنوداً أفارقة من بعثة الأممالمتحدة في مالي. وعاد لاحقاً إلى باماكو حيث التقى الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا قبل قضاء سهرة رأس السنة مع العسكريين الفرنسيين هناك. وتأتي زيارة الوزير الفرنسي لمالي قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى في 11 كانون الثاني (يناير) لتدخل الجيش الفرنسي لطرد الجماعات الإسلامية المسلحة التي كانت تسيطر على شمال مالي وتهدد بالزحف نحو الجنوب وباماكو. لكن تلك الجماعات المرتبطة بتنظيم «القاعدة» لا تزال ناشطة في شمال مالي حيث نفذت في الآونة الأخيرة اعتداءات دامية عدة. ولا يزال 2500 جندي فرنسي منتشرين في مالي، أي أقل مرتين مما كان عليه عديدهم في أوج التدخل. وفي ربيع عام 2014 يفترض أن يخفض عديد القوة الفرنسية في مالي إلى ألف عنصر. ودرس لودريان خلال جولته، إعادة انتشار القوة العسكرية الفرنسية في بلدان الساحل والوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى. وبعد باماكو يتوجه اليوم الأربعاء، إلى نيامي والخميس، إلى نجامينا. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، الإفراج عن الكاهن الفرنسي جورج فاندنبوش الذي خطفه مسلحون أعلنوا أنهم من جماعة «بوكو حرام» الإسلامية النيجيرية في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في أقصى شمال الكاميرون. وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي أن فاندنبوش «أفرج عنه في أولى ساعات صباح أمس، في شمال الكاميرون». وأضاف المصدر إنه «حالياً في طائرة مع الجيش الكاميروني وسيسلم إلى السفارة الفرنسية في الكاميرون». وقال الرئيس الفرنسي في بيان إنه «يشكر كل الذين عملوا بلا هوادة في هذه القضية وخصوصاً سلطات الكاميرونونيجيريا والرئيس (الكاميروني) بول بيا لمشاركته شخصياً» في تسوية هذه المشكلة. وأكدت «بوكو حرام» أنها تحتجز الكاهن الكاثوليكي الذي اختطفه مسلحون ليل 13 إلى 14 تشرين الثاني في شمال الكاميرون قرب الحدود مع نيجيريا. كما طلب الرئيس الفرنسي من «وزير الخارجية لوران فابيوس التوجه إلى ياوندي لاستقبال الأب فاندنبوش وإعادته إلى فرنسا في أسرع وقت». كما ذكّر بأن «ستة فرنسيين ما زالوا رهائن في مالي وسورية»، مكرراً «تأكيد الدعم لعائلاتهم ولا سيما في فترة الأعياد، والتصميم على العمل للإفراج عنهم».