أضحى «بطل الشتاء» وبجدارة، فعمت الأفراح «البيت» الأصفر العتيق، ولم يكن ذلك مستغرباً فكل شيء هناك هذه الأيام يدعو إلى الفرح والتفاؤل والأمل، بعد أن أسهمت المستويات الأدائية الراقية والنتائج الإيجابية في تصدر الفريق الكروي دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين مع نهاية الدور الأول برصيد 33 نقطة قبل أن يواصل المسيرة في المباراة الأولى من الدور الأول ويهزم نجران. لكن للنجاح كما للفشل قادة يرسمون خريطته، وفي النصر لابد من أن تتوجه الأنظار كافة إلى رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي بحكم أنه مؤسس ثورة العالمي الجديدة، وباني أركان الكيان المختلف، إذ ضخ «كحيلان» كما تلقبه جماهير الشمس عشرات الملايين في مشوار الفريق رغبة في إعادته إلى الماضي الجميل فارساً يُشار إليه بالبنان بصولاته وجولاته وعلاقته بمنصات التتويج. سلسلة من الصفقات المدوية وقعها فيصل بن تركي، طوال مسيرته مع النادي أعادت الهيبة المفقودة، بدأت منذ قدومه للعمل الإداري في النادي عام 2009 بعد أن قص شريطها مع الهداف الشاب محمد السهلاوي الذي استقطبه بكلفة مالية قياسية بلغت 33 مليوناً، ما حوله إلى اللاعب الأغلى في الملاعب السعودية آنذاك، في العام ذاته انتدب النصر قائد الفريق الحالي حسين عبدالغني من فريق نيوشاتيل السويسري، ليضم بعد ذلك المصري حسام غالي من توتنهام الإنكليزي والكوري الجنوبي لي سن شو، والغيني باسكال فيندونو والأرجنتيني فيكتور فيغاروا. عام 2010 تعاقد الرئيس النصراوي مع لاعب الاتفاق عبدالرحمن القحطاني ومدافع الشعلة عمر هوساوي وحارس الرياض حسن ربيع، إضافة إلى الرباعي الأسترالي جوناثان ماكين، والرومانيين أفيدو بيتري ورازافان كوشيس، إلى جانب استمرار الأرجنتيني فيغاروا، ليستبدل الروماني رازافان في فترة الانتقالات الشتوية بالكويتي بدر المطوع. ولم تتوقف رحلة الاستقطابات الصفراء، ففي عام 2011 وقع حارس أبها متعب عسيري في كشوف النصر، وكذلك خالد الغامدي من القادسية، ثم استعان بسبعة لاعبين أجانب، منهم ثلاثة في الفترة الأولى كالأرجنتيني خوان مارسير، والجزائري عنتر يحيى، والكولومبي بابلو بينو، قبل أربعة في الفترة الثانية هم: البرازيلي ريتشي ومواطنه فاغنر والكوري الجنوبي كيم شواك والجزائري الحاج بوقاش. وفي العام الماضي استقطب النصر قائد فريق الاتحاد السابق محمد نور، وعبده عطيف وحسن الراهب وإبراهيم الزبيدي وجمعان الدوسري وعوض خميس، وضم إليهم سبعة من اللاعبين الأجانب هم الأوزبكي شوكت، الذي استبدل بالبحريني محمد حسين، والأرجنتيني داميان مانسو المستبعد بعد انتداب البرازيلي رافائيل باستوس، والإكوادوري غايمي أيوفي المستبدل باليوناني خاريستياس أنجليوس، والمصري حسني عبدربه. وفي العام الحالي سجل الرئيس النصراوي رقماً قياسياً جديداً في عالم الصفقات الكروية القياسية بعدما أتم التعاقد مع صانع الألعاب في الاتفاق يحيى الشهري برقم مالي تجاوز حد ال50 مليون ريال ، ثم جلب لاعبي الأهلي عبدالرحيم جيزاوي وكامل المر، ولاعب الفتح ربيع سفياني، وتعاقد مع المهاجمين البرازيليين إلتون وإيفرتون مع بقاء البحريني محمد حسين والبرازيلي رافائيل باستوس الذي ينوي النادي التعاقد مع بديل له في فترة الانتقالات الشتوية الحالية. أما مسيرة النصر مع المدربين الأجانب في عهد الرئيس فيصل بن تركي فشهدت وجود ثالث مدرب على مستوى العالم الأرجنتيني باوزا، وبعده الإيطالي والتر زينغا، ثم جلب الكرواتي دراغان سكوتشيتش، ليأتي من بعده بالأرجنتيني غوستافو كوستاس، ثم الكولمبي فرانشيسكو ماتورانا، وأخيراً الأورغوياني كارينيو الذي يقود الفريق الكروي الموسم الثاني على التوالي. حامل الماجستير في العلوم السياسية من جامعة جون هوبكنز كلية سايز فيصل بن تركي دخل قلوب النصراويين كافة قبل تربعه على كرسي الرئاسة وذلك بتكفله بحفلة اعتزال الهداف الأسطوري ماجد عبدالله بعد مضي 10 أعوام على وعد مقدم بإقامته، إذ جلب فريق ريال مدريد الإسباني بكامل نجومه في سهرة كروية لا تنسى شهدها ملعب الدرة استاد الملك فهد الدولي في الرياض، ليثبت لجماهير الشمس عمق «نصراويته» بصفته عاشقاً لناديه يقرن القول بالفعل، ما جعل شعبيته تزداد يوماً بعد يوم في أوساط الكيان الشامخ.