ارتكب النظام السوري مجزرة في شمال شرقي البلاد بعدما شنت مقاتلاته عشر غارات على مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل 63 مدنياً، بينهم أطفال وجرح عشرات آخرين. (للمزيد) وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «ارتفع الى 36 بينهم 3 أطفال على الأقل، عدد الشهداء الذين قضوا في مجزرة ارتكبتها مقاتلات النظام الحربية إثر تنفيذها 10 غارات على مناطق في الرقة وسط أنباء عن وجود أشلاء ل12 آخرين». وأضاف: «عدد الشهداء مرشح للازدياد بسبب إصابة العشرات بجروح خطرة ووجود المزيد من الأشلاء». وقدر رئيس «الائتلاف» هادي البحرة عدد القتلى ب «65 شهيداً»، قائلاً في بيان إنه «فيما تشن مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تحلق طائرات النظام إلى المناطق ذاتها لكنها تتجنب مراكز التنظيم وتستهدف مناطق وتجمعات مدنية»، محذراً من أن النظام «سيعمل على تكرارها مستغلاًّ الحضور الجوي لطائرات التحالف». وأشار إلى أن «نظام الأسد بات المستفيد الأول من ضربات التحالف، وأن الاستراتيجية الحالية في حاجة إلى تعديل». ويسيطر «داعش» على مدينة الرقة. ويستهدف الطيران السوري منذ أسابيع مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق سورية وشمالها، إلا أن هذه الغارات غالباً ما توقع قتلى بين المدنيين. في شمال البلاد، استمرت أمس المواجهات بين قوات النظام والميلشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في محيط قرية حندرات وفق «المرصد»، الذي أشار إلى «فشل» قوات النظام في التقدم والسيطرة على مناطق العويجة والمناشر ومعامل حندرات في مدخل حلب الشمالي الشرقي، نافياً ما نشره «إعلام النظام عن سيطرة قواته على طريق دوار الجندول– حندرات». وقال إنها «انتصارات وهمية» في ريف حلب. كما دارت «اشتباكات عنيفة جداً» في جنوب بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية التي تعتبر «خزانا بشرياً» لميلشيات النظام. في باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن بلاده تضاعف المساعي لإنقاذ مدينة حلب وإنشاء «مناطق آمنة» محظورة على طيران النظام السوري وعلى «داعش». وقال لإذاعة «فرانس إنتر» قبل لقائه البحرة: «إننا نعمل مع مبعوث الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا لمحاولة إنقاذ حلب، ومن جهة أخرى لإقامة ما يعرف ب «المناطق الآمنة» (..) ينبغي إقناع العديدين، الأميركيين بالطبع وغيرهم، لكنه موقف الديبلوماسية الفرنسية، وأكرر أن الهدف الآن هو إنقاذ حلب». وتابع: «نقول إنه ينبغي أن تكون هناك ضربات نطلق عليها اسم الضربات الملتبسة التي تسمح بدفع الأسد الى التراجع وإيجاد مناطق آمنة في شمال سورية يمكن المواطنين السوريين العيش فيها بسلام». في نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الى دعم اقتراح دي ميستورا ب «تجميد» القتال، لافتاً إلى أن عدد المحتاجين إلى المساعدة في سورية يناهز 12.2 مليون شخص حيث نزح 7.6 مليون في داخل البلاد ولجأ نحو 3.2 مليون إلى الخارج. وأشار إلى تقارير من أن «غارات التحالف الدولي ضد «داعش» أوقعت نحو 865 قتيلاً بينهم 50 مدنياً». وأبلغ المجلس أن «إجراءات الحكومة السورية الإدارية لا تزال تعرقل الوصول السريع إلى المساعدات، وهي تطلب خططاً مسبقة نصف شهرية عن قوافل الإغاثة».