اعلن السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان «المملكة العربية السعودية ترى ان الاولوية التي يحتاجها لبنان حالياً، هي تعزيز وحدة صف ابنائه وحصول توافق بين كل القوى السياسية على إجراء حوار معمق، والاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بمعزل عن الاحداث التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها، وعما يصدر من مواقف اقليمية او دولية، لأن الحوار الوطني مسؤولية الأشقاء اللبنانيين دون سواهم، والسبيل الافضل الذي يؤدي الى تحقيق المصلحة الوطنية العليا». وأكد ان «المملكة على ثقة بحكمة الاخوة في لبنان وإخلاصهم لوطنهم، ووضع مصالحه قبل أي مصلحة اخرى». ولفت الى انه استمع الى آراء بري «في عدد من المسائل الداخلية والاقليمية»، وأنه ابدى تقديره ل «ما يبذله من جهود تهدف الى التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية وإطلاق حوار بين القوى السياسية»، قائلاً: «الرئيس بري في طليعة الشخصيات الوطنية الحريصة على ايجاد حلول للأزمات السياسية، بما يريح الوضع الداخلي ويساهم بنقله الى مرحلة افضل على كل الصعد السياسية والامنية والاقتصادية». وفي ابوظبي، شدد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، على أن «الحوار ضرورة لكل اللبنانيين اليوم بصرف النظر عما نرجوه من نتائج أو نتوقعه، لا سيما في موضوع رئاسة الجمهورية، سعياً نحو التوازن في مؤسسات النظام وأركان الدولة بما يسمح بتحصين المرحلة الانتقالية وحماية لبنان من تطورات كبرى لا ريب آتية على المنطقة»، مشيراً إلى أن زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري سيعلن «ثوابته وقواعده» غداً الخميس (من خلال مقابلة تلفزيونية). وكان المشنوق يتحدث أمام الجالية اللبنانية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي احتفلت بذكرى استقلال لبنان والعيد ال43 لقيام دولة الإمارات، بدعوة من السفير اللبناني حسن سعد وبرعاية وزير الثقافة الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وفي حضور السفراء المعتمدين. وحضر من لبنان إلى جانب المشنوق، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي. وأشار المشنوق إلى «الأيام الصعبة التي يعيشها لبنان في عيد استقلاله، لا سيما في ظل تغييب رأس الدولة وتعطيل عملية انتخابه»، وقال: «على رغم ذلك لبنان سيبقى وطناً مستقلاً، لأن الأحرار فيه لا ينتهون. وإذ نمر في مرحلة انتقالية من ضمن مرحلة انتقالية تمر فيها المنطقة لا سيما سورية، فسيكون لذلك تداعياته على لبنان، ما يوجب علينا جميعاً ألا نترك وسيلة لحماية البلاد إلا ونلجأ إليها. وستظل فكرة الحوار فكرة ثابتة في أدبياتنا السياسية وحراكنا الوطني، ناظرين دوماً إلى الممتلئ من كأس الشراكة الوطنية حتى ولو بقطرات، لا النظر إلى الفارغ من هذه الكأس». ونوه المشنوق بدولة الإمارات «العلامة الفارقة، ذلك أن الاتحاد ليس أكثر المشاهد رواجاً في عالمنا العربي اليوم، حيث يسود التفكك والتشظي والتحلل وتراخي كل الروابط التي تتأسس عليها فكرة الشعب الواحد». وتوقف عند «المعنى الاستراتيجي العميق للوحدة والمصالحة الخليجية في قمة الرياض أخيراً». وقال إن «مشهد الوحدة والمصالحة الخليجية - المصرية يضم عناصر الثلاثية الذهبية التي من دونها لن نستطيع الخروج من محن الراهن العربي، فالاتحاد والمصالحة عنوانان للتماسك الوطني، وهو أول أركان هذه الثلاثية فيما يشكل الركن الثاني، الاحتراف الأمني الذي يجسده الأداء الاستراتيجي للشيخ محمد بن زايد في الإمارات، والأمير محمد بن نايف في السعودية، وأما ثالث الأركان فهو الشجاعة الفقهية التي عبر عنها ويعبر شيخ الأزهر، الذي استمعت منه الى آيات في الاعتدال والسماحة والحب والخير».