أكد وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أن زيارته الى واشنطن ساهمت في تعزيز التعاون الدفاعي والأمني. وأكد قبل عودته الى الرياض أن «هناك تطابقاً في وجهات النظر» مع واشنطن حول الموقف من نظام الأسد في سورية، وأن المملكة تدعم المفاوضات الدولية مع ايران. وقال الأمير متعب عن زيارته الرسمية الأولى الى الولاياتالمتحدة، التي التقى فيها أركان الادارة أن «جميع اللقاءات كانت أكثر من ودية واتسمت بالصراحة التي تتطلبها الظروف الراهنة... ولأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في موضع قيادي في العالم الإسلامي والعربي وتقع على عاتقها مسؤوليات عدة أهمها حماية مصالح الدول الإسلامية والعربية». وجاءت الزيارة تلبية لدعوة وزير الدفاع تشاك هاغل وبغرض «التشاور مع الأطراف الدولية المعنية بأمن المنطقة واستقرارها». ولخص النتائج الأبرز للزيارة «بتبادل الآراء ووجهات النظر بشكل مباشر مع المسؤولين في الإدارة خصوصاً في ظل الوضع الأمني المتدهور على المستوى الإقليمي». وعن وزارة الحرس الوطني قال: «إن تعاون وزارة الدفاع الأميركية مع الحرس الوطني أمر حيوي وبدأ منذ العام 1973». وشدد على أن خادم الحرمين الشريفين «أبدى اهتماماً خاصاً بتطوير قدراته وتعزيز موقعه ضمن هيكلة القوات العسكرية في المملكة عموماً». واذ أشار الوزير الى وجود «تباين في وجهات النظر مع الولاياتالمتحدة»، أكد على العلاقة «التاريخية القائمة بين البلدين، وهي قابلة لاستيعاب هذه التباينات». وقال: «نحن نقدر أن الولاياتالمتحدة دولة لها مصالحها الواسعة، ولها حسابات إستراتيجية قد لا تتطابق أو تتوافق مع حساباتنا دائماً، أو مع رغباتنا في بعض الأحيان، لكن من واجبنا أن ندافع عن مصالحنا، كما أنه من منطلق صداقتنا مع الولاياتالمتحدة من واجبنا شرح وجهات نظرنا وتوضيح الجوانب التي قد لا يدركها الطرف الآخر، وهذا يساهم في وجود رؤية مشتركة للتعامل مع القضايا». وأمل الأمير متعب «بفهم أميركي أعمق وأكثر واقعية للتحديات التي نواجهها على المستوى الإقليمي في سورية، والعراق، واليمن، وباقي أجزاء العالم العربي». وأضاف: «مع ذلك ندرك في الوقت نفسه أن الوضع الأمني الإقليمي أصبح خطيراً، ولا بد من اتخاذ قرارات جريئة تتعامل بشكل واقعي مع حجم وخطورة الأزمات التي تواجهها المنطقة». وأكد الأمير متعب على «تطابق وجهات النظر» في ما يتعلق بالموقف الأميركي من نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ل»الحياة» ان «موقف المملكة واضح في هذا الصدد ومضمونه أن لا حل أو تسوية أو محاربة الإرهاب بشكل فعال في سورية وعموم المنطقة من دون الاتفاق على مبدأ تغيير النظام في سورية لكون هذا النظام يمارس الإرهاب ويوفر بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهذا ما لمسته من الرئيس باراك أوباما». وفي الملف النووي الإيراني، قال الأمير متعب بن عبدالله أن «هذه قضية معني بها أولاً المجتمع الدولي بكامله، فهي ليست قضية إقليمية فقط، لإن مخالفة أي دولة لنصوص والتزامات معاهدة دولية مثل معاهدة حظر الانتشار النووي لها تبعاتها السلبية الخطيرة على الأمن والاستقرار الدولي». وشرح موقف المملكة بأنها «تقف وبشكل كامل مع الجهود الدولية لتسوية هذا الخلاف، ونحن على أمل كبير في إمكانية التوصل إلى تسوية ديبلوماسية تضمن التزام إيران الشامل والكامل والمستمر بنصوص الاتفاقية التي تحرم تطوير أو امتلاك قدرات نووية للأغراض العسكرية». وأكد أن «المملكة دعمت المسار التفاوضي على أمل أن يتمكن هذا المسار من فرض إرادة المجتمع الدولي على إيران، ومنح جيران إيران الإقليميين وباقي دول العالم ضمانات فعالة بتخلي طهران عن طموحاتها النووية العسكرية، وانطلاقاً من ذلك فإن المملكة تقف كباقي أعضاء المجتمع الدولي في انتظار نتائج المسار التفاوضي، وسيكون حكمها مرهوناً بالنتائج وطبيعة الاتفاقية التي سيتم التوصل إليها».