يبحث عدد من الخبراء الدوليون المختصون في شؤون مكافحة الإرهاب، خلال مشاركتهم في المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب «مراجعات فكرية وحلول عملية»، الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة في نيسان (أبريل) المقبل، بناء استراتيجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب، وذلك من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوي أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق. وأوضح مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السند أن المؤتمر سيعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رافعاً باسمه واسم منسوبي الجامعة الإسلامية الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين على موافقته على تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر. وأضاف أن «إقامة هذا المؤتمر هي إحدى صور جهود المملكة في مكافحة الإرهاب العالمي في ظل ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من اهتمام ودعم لمكافحة هذا الخطر الذي أصبح عالمياً»، مشيراً إلى أن «تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب أمنياً وفكرياً تعتبر نموذجاً عالمياً يقتدى به». وقال إن المؤتمر يشمل أربعة محاور، الأول: المراجعات الفكرية لقضايا شرعية (مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة)، ويتضمن المواضيع التالية: تكفير الحكام، تكفير المجتمع واعتزاله، الخلط بين الإرهاب والجهاد، التشهير بالحكام، الخروج على ولاة الأمر، الولاء والبراء، تغيير المنكر، استباحة الدماء المعصومة، إنكار شرعية الدولة المعاصرة عدا دولة الخلافة، قضية الولاء الحزبي. والمحور الثاني الذي يأتي بعنوان: «تقويم جهود المعالجة الفكرية مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل جهد»، ويشمل تقويم الآتي: الجهود الدعوية (خطبة الجمعة، القوافل الدعوية، جهود أخرى)، وبرامج الأمن الفكري (حملة السكينة، لجان المناصحة، الكراسي العلمية وغيرها، برامج أخرى)، والجهود التربوية (المناهج الدراسية، الأنشطة اللا صفية، الجهود التربوية الأخرى)، وجهود المعالجة الفكرية الموجهة للمرأة، والجهود الإعلامية (البرامج الدرامية والبرامج الحوارية وغيرها). إضافة إلى تقويم جهود الندوات والمؤتمرات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وجهود الرعاية اللاحقة للمنحرفين، وتقويم المعالجة القانونية الداخلية، والفراغ القانوني الدولي في مكافحة الإرهاب، وجهود الحوار الدولي بين الثقافات الإنسانية. وأشار الدكتور السند إلى أن المحور الثالث بعنوان: «مرئيات جديدة معززة لاستعادة المنحرفين»، ومن مواضيعه: مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر الحقيقية والمحتملة المحيطة بكل مرئية، وحل القضية التي يتذرع بها المنحرف الذي يزعم بأنه صاحب قضية، وفتح أبواب الكسب المشروع أمام المنحرف المأجور، وتفكيك التنظيم الذي يعمل المنحرف تحت مظلته بإجراءات استباقية، وتكثيف الحوارات العلاجية مع المنحرف وإعادة التأهيل للمنحرفين. فيما يبحث المحور الرابع عن آليات جديدة معززة لدرء الخطر عن المستقيمين (مواطن القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر الحقيقية والمحتملة المحيطة بكل آلية). ويتناول هذا المحور المواضيع الآتية: التنظير الفقهي لقضايا الواقع المعاصر، وضبط الفتاوى الشرعية المسموعة والمرئية والمنشورة، وتطوير البث الإعلامي الحواري والدرامي، ومتابعة مغالطات مواقع الإنترنت وتصحيحها بإقناع وصدقية، والتأهيل الرشيد للأسرة لتحمل مسؤولياتها نحو ترجمة المفاهيم المجردة للقيم الاجتماعية إلى سلوكيات حميدة، وإشباع الأمن النفسي والفكري للأبناء، ضبط مشاعر الأولاد في أوقات الأزمات، وتقديم القدوة الحسنة للأبناء، وتفعيل دور التعليم العام والجامعي، وتفعيل دور المساجد ومجالس الأحياء، والحد من تآكل الطبقة الوسطى، والحد من تهميش الشباب اجتماعياً، وتطوير الأنشطة الموجهة إليهم، وحل مشكلات العشوائيات السكنية. وكانت المملكة استضافت في 16 شباط (فبراير) الماضي مؤتمراً دولياً لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأممالمتحدة وذلك بعنوان: «تشجيع الشركاء على الإسهام فى بناء القدرات»، استعرض خلاله المشاركون تدابير معالجة الظروف المؤدية إلى انتشاره، إضافة إلى بناء قدرات الدول على منعه ومكافحته.