نظمت لجنة السرد والعروض المرئية في النادي الأدبي بالرياض، بالتعاون مع وحدة أبحاث السرديات في جامعة الملك سعود، ندوة أخيراً بعنوان «مفاهيم سردية»، شارك فيها الدكتور محمد القاضي والدكتورة شادية شقروش والدكتور عبدالحق بلعابد. وانطلق القاضي في ورقة بعنوان «مصطلح السرد الذاتي» من حضور مصطلح «التخييل الذاتي» في اللغة العربية على نحو لافت، خصوصاً في مطلع الألفية الثالثة سواء في مستوى الدراسات النظرية أم في مستوى الإبداع الأدبي، وهو أمر يدعو، كما يرى، إلى الوقوف على مدلولات هذا المصطلح وأبعاده. وبيّن الباحث أن التخييل الذاتي مختلف عن رواية السيرة الذاتية. فالمؤلف في التخييل الذاتي يتصدر المشهد ويمحو الحدود بين الواقعي والتخييلي، أما في الرواية السيرة الذاتية فالمؤلف يتوارى وراء شخصية متخيلة ويستدعي أحداثاً معيشة لإنشاء تخييله. أما شقروش فتحدثت عن الفواعل في السيميائيات السردية، وعن تشديد الدارسين الذين يشتغلون بالسرديات على بعدها العملي وأنها اختصاص له كل المقومات والمستلزمات التي يتميز بها أي اختصاص تتوافر فيه شروط وضرورات العمل العلمي. كما تناولت المراحل التي مرّت بها السرديات. بينما تحدث بلعابد، في الندوة، التي أدارها عضو مجلس إدارة النادي هاني الحجي، عن المذكرات التخيلية، فذكر أن الدفاتر والمذكرات من الأجناس الأدبية عموماً وعنصر من عناصر السيرة الذاتية على وجه الخصوص. ثم اختار رواية الكاتب المغربي محمد برادة «الضوء الهارب» نموذجاً. وتناول دفاتر العيشوني، بطل الرواية، كمذكرات موازية في النص الروائي لتصبح مذكرات موازية تخييلية تحمل سمات وأسئلة المذكرات الموازية نفسها. ثم تطرق إلى وظائف الدفاتر في المناص التخييلي والوظيفة التكوينية والتعليق الذاتي المتأخر في الدفاتر والخطاب «الميتاسردي» في الدفاتر. كما تحدث عن الوظيفة الشعرية للدفاتر، والدفاتر بين التشكيك والتأجيل النصي، والدفاتر بين الواقعي الأصلي والتخييلي الهامشي. وفي ختام الورقة ذكر أن استعماله مصطلحَي الدفاتر والمذكرات معاً، «لأن محمد برادة يستعملهما في روايته بمفهوم واحد».