أعلنت وزارة الداخلية ارتفاع عدد الموقوفين على خلفية جريمة قرية الدالوة في محافظة الأحساء التي وقعت مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى 77 شخصاً. وأكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن الأجهزة الأمنية تمكّنت من الإحاطة بتفاصيل المخطط الإرهابي الذي استهدف قرية الدالوة، والقبض على بعض الأطراف المتورطة فيه، والكشف عن شبكة إجرامية يرتبط رأسها بتنظيم داعش. وقال التركي في بيان صحافي أمس (الإثنين): «إلحاقاً للبيانات المعلنة بتاريخ ال10 وال11 وال12 من شهر الله محرم لعام 1436، بشأن الجريمة الإرهابية التي اقترفت بحق المواطنين الأبرياء في قرية الدالوة في محافظة الأحساء ليل الإثنين الموافق للعاشر من شهر محرم، باشرت الجهات الأمنية المختصة التحقيق في الحادثة الأليمة، واضعة نصب أعينها المحاولات المستميتة لمن يرتكبون مثل هذه الجرائم للإفلات من العدالة والهرب إلى خارج البلاد، وآخذة في الاعتبار البعد الخارجي والارتباط بالتنظيمات الإرهابية في الخارج»، مضيفاً: «بفضل من الله وتوفيقه وخلال ساعات معدودة، تمكنت أجهزة الأمن من الإحاطة بتفاصيل هذه المؤامرة الدنيئة، والقبض على بعض الأطراف المتورطة فيها، والكشف عن شبكة إجرامية يرتبط رأسها بتنظيم داعش الإرهابي الضال، إذ تلقى الأوامر من الخارج، وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ، على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء». وأشار التركي إلى أن المجرم اختار ثلاثة من أتباعه هو رابعهم، إذ تمت مبايعتهم له، ومن ثم استطلعوا الموقع المستهدف وتنفيذ جريمتهم التي بدأت بالاستيلاء على سيارة مواطن وقتله واستخدام سيارته في تنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل سبعة من المواطنين الأبرياء – رحمهم الله- وإصابة 13 من المواطنين، نسأل الله لهم الشفاء العاجل». وأوضح أنه على ضوء ما توافر من معلومات، نفذت قوات الأمن وفي مناطق مختلفة من المملكة عمليات أمنية متزامنة للقبض على كل من ينتمي لهذا التنظيم الإرهابي، سواء من المبايعين لقائد التنظيم أم المشاركين أم الداعمين أم الممولين أم المتسترين، مبيناً: «قاوم البعض منهم، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم سعوديان هما عبدالله بن فرحان بن خليف العنزي وسامي بن شبيب بن عواض المطيري، والثالث يحمل الجنسية القطرية وهو المدعو سالم بن فراج بن عزيز المري، إضافة إلى إصابة آخر سعودي الجنسية بإصابات بالغة، في حين استشهد رجلا أمن - رحمهما الله - وأصيب آخران، وذلك وفق ما أعلن عنه في حينه». وكشف المتحدث الأمني أن عدد من أوقف ممن لهم ارتباط بالشبكة الإجرامية بلغ 77، وذلك وفق التفصيل الآتي: أولاً: القبض على جميع المنفذين الرئيسين المشاركين فعلياً في الاعتداء الإرهابي في قرية الدالوة وعددهم أربعة، جميعهم سعوديون، من بينهم ثلاثة سبق توقيفهم على خلفية قضايا الفئة الضالة وأطلق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم وهم عبدالله بن سعيد آل سرحان وخالد بن زويد العنزي ومروان بن إبراهيم الظفر. والرابع طارق بن مساعد الميموني الذي لا يوجد لديه رصيد أمني سابق، كما تم ضبط الأسلحة التي استخدمت في الحادثة، وفقاً لتقرير المعمل الجنائي. ثانياً: من بين عناصر هذه الشبكة الإجرامية 32 ممن سبق إطلاق سراحهم بعد انتهاء مدد محكومياتهم، و15 من المطلق سراحهم وهم قيد المحاكمة، وفقاً لأحكام النظام. ثالثاً: جميع المقبوض عليهم مواطنون، ما عدا أربعة من المقيمين بصفة نظامية هم سوري وأردني وتركي، وشخص آخر من حملة البطاقات. وبين أن العمليات الأمنية أسفرت عن ضبط وثائق ووسائل اتصال ووسائط إلكترونية (تفصح عن تواصل هذا التنظيم الإرهابي مع تنظيم داعش في الخارج)، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع العناصر المتورطة في هذه الجريمة. وشدد على أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع كل من يحاول العبث بأمن الوطن والمواطنين، «وعلى كل شبر من أرضنا الطاهرة، وأن أحكام الشرع الحنيف المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام كفيلة بردع كل مجرم وحاقد، (وَسَيَعّلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ ينَقِلبُونَ). الشعراء آية 227». مشاهدات من المؤتمر الصحافي عقد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي مؤتمراً صحافياً في الرياض أمس، لإيضاح عدد من التفاصيل حول البيان الذي أصدرته الوزارة في اليوم ذاته بشأن الموقوفين في جريمة قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، جاء في أبرزه ما يأتي: من المهم ألا يكون أبناء الوطن صيداً سهلاً للتنظيمات الإرهابية. القوات الأمنية تتعامل مع الأحداث بحسب ظروفها، والأجهزة الأمنية عادة ما تطلب من المتورطين في مثل هذه القضايا تسليم أنفسهم، لكن الإرهابيين يختارون دائماً خيار المواجهة المسلحة. المنفذون ليس لهم هدف معين من خلال العملية، بل أمليت عليهم أوامر من تنظيم «داعش» الذي يحث أنصاره على إثارة الفتنة. «داعش» يبحث عن أي عمل يؤدي لإثارة الفوضى في المملكة. ما يصدر عن «داعش»، والقاعدة من قبله هو نتيجة للفشل الذي تعرض له «القاعدة» في المملكة، وتعاملنا معهم كأي تعامل مع تنظيمات إرهابية. «داعش» يحاول إثارة الفتن الداخلية بهدف إشغال القوات الأمنية، والزج بمناصريهم على الحدود لاستغلال الوضع كما يتصور لهم، لكنهم سيفشلون دائماً. التنظيمات المتطرفة تسعى للتغرير بصغار السن، ومن الصعب جداً إخضاع كل صغار السن في المملكة لحمايتهم من مخاطر هذه التنظيمات. لم نتعامل في الداخل مع نساء سعوديات ينتمين إلى تنظيم «داعش». المتورطون في جريمة الدالوة قبض عليهم في أكثر من 13 مدينة ومحافظة في المملكة. شبكات التواصل تستغل من التنظيمات الإرهابية، ونعمل مع الجهات المعنية على التحقق من بعض المعلومات. قوات الأمن تهتم بالمناطق كافة في المملكة، ومهما سعت التنظيمات الإرهابية للتخفي في بعض المناطق الصغيرة ستجدنا قريبين منهم. التنظيمات الإرهابية أكثر حرصاً على استهداف منشآت كبيرة ومؤثرة. تنظيم «داعش» استطاع التجنيد من أنحاء العالم كافة، وللأسف هناك عدد قليل من المبتعثين من صغار السن تم التغرير بهم. 2000 سعودي موجودون في التنظيمات الإرهابية الخارجية بحسب ما هو ثابت لنا، 600 منهم عادوا والبعض قتل هناك. برنامج المناصحة استطاع أن يحمي ما مجموعه 88 في المئة من خريجي المركز، ونسبة الانتكاسة لا تتجاوز 12 في المئة.