يعيش فيصل الموسوي تحدياً كبيراً ومغامرة شيقة تتردد أحداثها اليومية في البحر، ولا سميا أنه تعرض لحادثة سير قبل 8 أعوام أصابته بالشلل النصفي وأقعدته على كرسي متحرك. لكن فيصل يحفز نفسه بالأمل والعزيمة وتجاوز الصعوبات. فيصل أول غواص من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى آسيا والشرق الأوسط (حاصل على أكثر من رخصة غوص دولية). قصته لم تكن الأولى، ولكنها فريدة في إنجازها وتترك انطباعات إيجابية على الإنسان في التحدي للصراع بين الفشل والنجاح وتجاوز الصعوبات. يقول الموسوي: «بعد إصابتي في حادثة مرورية عام 2005 كانت الإصابة مؤلمة من الناحية الجسدية والنفسية والمشاعر مختلطة بين الألم ومصير مجهول وعدم معرفة مدى حجم الإصابة، فليس لديّ خبرة سابقة بإصابات الشلل النصفي، ولكن الصبر كان العنصر الأساسي بتحمل الكثير وتجاوز مراحل صعبة ومصارعة اليأس، بمساعدة والداي اللذين كانا عنصر نجاح في حياتي لدخول عالم الغوص». وعلى رغم أن فيصل يجلس على كرسي متحرك إلا أنه واصل تدريباته وحافظ على لياقته، وأهتم بالعلاج الطبيعي والنادي الصحي للممارسة السباحة وكمال الأجسام لتقوية جميع أجزاء جسمه، «حينما أهتم بهذا الأمر أكون جاهزاً لممارسة الرياضات الصعبة لشخص ذو إعاقة مثل الغوص. فمن المهم تقوية منطقة الحوض ومنطقة الأكتاف والذراعين والظهر». ولم يكن التخلي عن الكرسي المتحرك بالنسبة إلى فيصل سهلاً إلا حينما قفز في البحر للمرة الأولى، وكان يردد «نزولي للبحر الآن سيكون سبب لنجاحات مستقبلية كبيرة، ثم انطلقت وتحول كل شيء إلى متعة لا توصف». ويضيف: «الغوص يتم من خلال النزول التدريجي والبطيء إلى قاع البحر أو إلى العمق المتفق عليه والنزول البطيء مهم جداً لتفادي حدوث ضغط في الإذن، وأغوص مع بداية الصيف إلى نهايته بالنسبة إلى مناطق الخليج العربي أما في الدول الاستوائية والبحر الأحمر ودول شرق آسيا فالجو لا يتغير طوال السنة». وما زال فيصل يبهر الجميع بإنجازه، إذ حصل على 5 رخص دولية للغوص من بين عدد من الغواصين من ذوي الإعاقة، وأول غواص من ذوي الإعاقة على مستوى آسيا والشرق الأوسط يحصل على أكثر من رخصة غوص دولية عندما التحق بفريق الغوص الكويتي التابع للنادي العلمي الكويتي، وممثل لمنظمة بادي العالمية في الكويت. الغوص كانت من أمنيات فيصل قبل الإصابة وشعوره بالخوف من البحر، ولا سيما بعد غرقه في الطفولة فلم يغامر إلا بعد الإصابة، ودعمه المدرب مشاري الخباز حتى وصل إلى تحقيق الحلم، ويقول: «أطمح إلى الغوص في أماكن شهيرة للغوص لم يغوص فيها أشخاص من ذوي الإعاقة وأسجل إنجازات عالمية، وأشكر والدي وشقيقي علي، والنادي العلمي وفريق الغوص الكويتي، وبخاصة الكابتن مشاري الخباز، والشيخة الزين الصباح وكيلة وزارة الشباب والبنك الأهلي الكويتي، والشركة الوطنية للاتصالات فلهم والشكر والتقدير لدعمي وتشجيعي لتحقيق النجاح».