اتهم متحدثون متخصصون في الإعلام شخصيات مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما مغردي «تويتر» ب«السوداوية»، والتركيز على انتقاد السلبيات الموجودة في المجتمع السعودي، وتجاهل الإشارة إلى الإيجابيات، مشيرين إلى أن حملات وهاشتاقات سعودية شهيرة مثل «حملة قيادة المرأة السعودية في 26 أكتوبر» كانت توجه لأجندات دول أجنبية مثل إيران والولايات المتحدة الأميركية. ورأى المتحدثون خلال جلسات ملتقى المسؤولية الاجتماعية تجاه الشباب في الرياض أمس، وبمشاركة اختصاصيين في المسؤولية الاجتماعية والإعلام والعلاقات العامة أن وسائل الإعلام ونجوم «تويتر» في السعودية مقصرون في أداء مسؤولياتهم الاجتماعية حين يواظبون على توجيه نقد لاذع لمشاهد وموقف سلبية فردية في السعودية ومقارنتها بمواقف إيجابية في مجمعات مجاورة أو غربية، وهو ما ينمّي في نفوس الشباب السعودي انطباعاً سلبياً عن بلادهم. وشهد المحور الثاني للملتقى الذي كان بعنوان: «قطاع الإعلام والمسؤولية الاجتماعية للشباب» انتقاداً لاذعاً وجهه نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون والأكاديمي المتخصص بالإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله الحمود، إلى طريقة تعاطي برامج التلفزيون السعودي مع حاجات الشباب والأطفال، معترفاً بأن قناة أجيال التابعة للتلفزيون السعودي والمخصصة للأطفال - باعتبارها لا تستطيع استقطاب مشاهدة الأطفال - «غير قادرة على منافسة قنوات مثل سبيس تون، وكارتون نتورك». فيما انتقد الحمود مستوى الرسائل الدعائية التوعوية في التلفزيون السعودي التي لم تستقطب سوى العشرات من المشاهدات على موقع «يوتيوب» على مدى ثلاثة أشهر، لأنها تفتقر إلى الطريقة الاحترافية في تلمُّس حاجات واهتمامات الجيل الحالي من الشباب، بينما نجح مقطع فيديو مدته أقل من دقيقة ونصف الدقيقة أداه الممثل الأميركي فاندام للترويج لشاحنات شركة الشاحنات فولفو في استقطاب أكثر من 64 مليون مشاهدة خلال شهر واحد فقط بسبب الاحترافية في العمل ومعرفة حاجات الجيل الحالي وطريقة كسب اهتمامه. من جهته، انتقد المستشار في مكتب وزير التعليم العالي الدكتور عبدالله الطاير هجوم وسائل الإعلام والشخصيات البارزة في «تويتر»، لافتاً إلى أنها تركز على إبراز السلبيات من دون أن تعطي اهتماماً مماثلاً للإيجابيات، فيما رأى أن النجومية في «تويتر» باتت مرتبطة بالسوداوية والمبالغة في نقد المجتمع السعودي ومقارنته بالمجتمعات المجاورة والغربية بطريقة غير موضوعية. وأشار الطاير إلى أن المغردين النجوم يتورعون عن ذكر إيجابيات السعوديين كي لا يفقدون متابعيهم ولا يُتهَمون بالمحاباة. واعتبر الذي يحمل شهاداته العليا في الماجستير والدكتوراه في اللغويات التطبيقية أن حملات إعلامية شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل حملة قيادة المرأة للسيارة في 26 أكتوبر الماضي، كانت تلقى دعماً من دول خارجية مثل إيران والولايات المتحدة. وقال إن «هاشتاق قيادة المرأة السعودية» شارك فيه 470 ألف ناشط مصري، في حين شارك فيه نحو 170 ألف ناشط من إيران، و 50 ألف من أميركا، فضلاً عن مشاركين من الإكوادور، في أقل من شهر واحد. وأشار إلى أن المؤكد المغردون من السعودية في هذا «الهاشتاق» لا يتقاسمون الأهداف نفسه مع المغردين المشاركين من الدول الأخرى، فيما دعا إلى تأسيس أخلاقيات لمهنة الإعلام لأنها اليوم مهن من لا مهنة له. وحذّر الطاير من التباعد بين أفراد الجيل الجديد ومن يديرون المؤسسات الرسمية، لافتاً إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لقي ترحيباً بين أوساط الشباب في السعودية ولم يلقَ سوى معارضة ضئيلة لأن الابتعاث موجه لفئة الشباب.