أُسست في بيروت قبل أيام شركة إنتاج سورية -عربية مختصة بالدراما، أطلق عليها اسم «تحت ال35»، وتسعى للعمل «خارج حسابات السوق والمنافسات الإنتاجية»، إضافة إلى «توفير منبر جديد وحر للشباب العربي لتقديم نتاجهم الفني والدرامي، خصوصاً أنها تطمح لأن تكون مكاناً يجمع الشباب من أصحاب المشاريع المستقلة، كما يؤكد القائمون عليها. الشركة التي أسستها مجموعة من الفنانين العرب الشباب، ستكون بإدارة المخرجة السورية إيناس حقي وزوجها الكاتب الدرامي والصحافي غسان زكريا، أمأ باكورة إنتاجاتها فمسلسل بعنوان «يمكن بكرا» من إخراج حقي وبطولة النجمين الشابين السوريين رغد مخلوف وجابر جوخدار. وتؤكد حقي ل «الحياة» أن بداية عمل الشركة سينصب على الفضاء الافتراضي، إذ ستكون الشبكة العنكبوتية مكان العرض الأول للأعمال المنتجة حالياً، على أن تقدم مستقبلاً أعمالاً للشاشتين الصغيرة والكبيرة. وتتابع: «الهدف الأساسي من الشركة هو إيصال صورة جديدة وفكر حر، وتوفير منبر للجيل الجديد من الفنانين، وإن كان صغيراً في الوقت الحالي، ليكون لهم مساحة فنية حرة وخلاقة في ظل المهاترات والحسابات الإنتاجية. ولهذا نسعى لأن يكون المحتوى متنوعاً وغنياً، يعبر عن صوت الشباب العربي وأحلامه وطموحاته». وتقول حقي إن «المشروع بدأ من الإحساس بالحاجة لتقديم مادة تعبّر عما يدور في خلد جيلنا من تساؤلات ومشكلات وعقبات سواء في المجال الفكري أو الفني أو السياسي أو الحياتي، لذا تنوعت موضوعاتنا من الحب إلى العمل والفن والسياسة». وعن سبب اختيار «الإنترنت» مكاناً لعرض إنتاجات الشركة كبداية، تقول حقي: «تمثل شبكة الإنترنت اليوم عالماً مفتوحاً يمتاز بميزات كبيرة، أهمها عدم وجود الرقابة الفكرية التي تمنع تدفق الأفكار الحرة، إضافة إلى سهولة الانتشار والوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور، فضلاً عن أن الشبكة العنكبوتية تسمح لفنانين مستقلين بالعمل من دون الحاجة إلى غطاء من شركات إنتاج كبرى، كما أن الحرية السياسية أصبحت شرطاً لا بد من توافره لتقديم محتوى يناقش كل الأفكار ويقبل الآخر، وهو ما لا توفره اليوم معظم القنوات التلفزيونية العربية، ولا شروط الإنتاج السينمائي العربي أو الممول أجنبياً». وتضيف: «الشباب العربي اليوم في ظل الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة، ما زال يبحث عن صوته، وعن مكان يعبر عن مشاكله وأفكاره بطريقة سهلة ومتوفرة بعيداً عن الأيديولوجيات. وأعتقد أن معظم شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني لا يعير هذه الحاجة أي أهمية في خططه، لذا من واجبنا أن نبحث عن منفذ آخر للوصول إلى الشباب وتقديم ما نعتقد بأنه يمس اهتماماتهم». وعن وجود مشاريع أخرى للتلفزيون والسينما تقول مخرجة «أصوات خافتة» أن ذلك ضمن خطط الشركة المستقبلية، وتضيف: «طبعاً الأمر مطروح وأساسي، ولكن حالياً ستكوّن الشركة جمهوراً متابعاً، وفي ما بعد سنتجه إلى الوسائل الأخرى، وبخاصة السينما». وتشير إلى أن شركة «تحت ال35» ترحّب بمشاركات الشباب الراغبين في عرض أعمالهم، شرط أن تستوفي الشروط التقنية والفنية وأن تتبنى قيم المواطنة والعدالة والإنسانية والديموقراطية، «علّ المساحة التي نقدمها تساهم في تشكيل صورة فنية جديدة للشباب العربي الذي وجد نفسه في ظل التغييرات المتسارعة حوله أمام أسئلة مصيرية، تبدأ بمسألة الهوية وتنتهي بأسئلة الأيديولوجيا والعدالة مروراً بصعوبات العيش والعمل واختيار المستقبل ورسمه كما يرغبون».