ساد أمس، هدوء حذر في بلدة الصويري البقاعية بعد اشتباكات دموية بين عائلتي شومان وجانبين على مدى يومين أول من أمس وأمس، أدت إلى مقتل 5 أشخاص (وليس 6 كما ورد في «الحياة» امس) بينهم عسكريان، فيما يعاني فرج جانبين من إصابة خطيرة ادخلته في غيبوبة. ويتولى عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي أمن البلدة، فيما تكثفت المساعي السياسية وخصوصاً من نواب المنطقة للتهدئة واحتواء التداعيات. ولا يزال أحد المطلوبين من آل شومان متوارياً بعدما اوقف مطلقو النار خلال الاشتباكات. وشيّع الشقيقان خالد وأحمد علي جانبين ظهراً في حضور أعضاء كتلة «المستقبل» النيابية: جمال الجراح، أمين وهبة، وزياد القادري وسط إجراءات أمنية مشددة وبمساعٍ قادها مفتي زحلة والبقاع الغربي الشيخ خليل الميس الذي حضر على رأس وفد من المشايخ مع وفد من رؤساء البلديات في البقاعين الاوسط والغربي لمتابعة القضية ومنع تطور الإشكال. ومرّ موكب التشييع في شارع تابع لآل شومان من دون وقوع أي حادث. وأكد الميس في حديث تلفزيوني أن «الصويري عرفت بالمروءة والنخوة وأهالي البلدة سيطالبون من تركوا بيوتهم إثر الحادث بالعودة إليها، وعندما نأتي إلى الصويري لا نقول سنّة وشيعة لأننا إخوة». وأكد أن «الأمور ذاهبة نحو التهدئة». وشدد على أن «الفتنة دُفنت قبل أن تولد». وكان الميس ترأس اجتماعاً في أزهر البقاع في مجدل عنجر بمشاركة الفعاليات السنّية في البقاعين الاوسط والغربي لتطويق الحادث وتسهيل تشييع القتيلين من آل شومان اليوم في البلدة. واصر الميس على «دفنهما في جبانة البلدة». ولا تزال جثتا القتيلين من آل شومان في المستشفى لتعذّر دفنهما في البلدة بعدما أجلى الجيش مساء أول من أمس أفراد العائلة من البلدة وفق قناة «ال بي سي». وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع المسؤولين المعنيين الأوضاع في الصويري، آسفاً ل «سقوط الضحايا واللجوء الى حرق المنازل بين المتخاصمين». ودعا إلى أن «تسود روح المحبة والوئام والنظر الى مصلحة البلدات والقرى وتالياً الى مصلحة الوطن والمواطنين»، معرباً عن «ارتياحه الى تدابير الجيش والقوى الامنية لضبط الوضع وإعادة الهدوء». وعلمت «الحياة» آن الجراح ووهبة والقادري لازموا المنطقة واستكملوا الاتصالات لضمان التهدئة وان جهودهم مع المفتي الميس ساهمت في اتفاق على دفن القتيلين من آل جانبين أمس، وتابعوا اتصالاتهم مع آل شومان لدفن القتيلين من العائلة في البلدة بهدوء اليوم. وشارك في هذه الاتصالات رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس فرع المعلومات العقيد عمار عثمان اللذين استطاعا حلحلة بعض المواقف المتشنجة المتعلقة بعملية الدفن اليوم بهدوء. واشار النائب روبير غانم في بيان، «الى اتصاله بالرؤساء نبيه بري، سعد الحريري والسنيورة الذين ساهموا جميعاً منذ اللحظة الأولى بالتهدئة»، فيما طالب الجراح في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» ب«تسليم القتلة في الحادث للقضاء». وأشار إلى أن «بعض الجهات تحاول توسيع المشكلة، وشهدنا قطعاً للطرق في مناطق أخرى للإيحاء بأن الموضوع مذهبي وطائفي، لكن الجيش احتوى الامر وسيطر على البلدة». وقال القادري، في حديث إلى قناة «أل بي سي»: «قطعنا مسافة كبيرة لناحية احتواء تداعيات ما حصل، ولا تزال هناك مساعٍ مطلوبة من الجميع أولهم اهالي الصويري وعائلة جانبين ونواب المنطقة والقوى العسكرية والقضائية». ووصف وهبة في حديث الى اذاعة «صوت لبنان»، «الوضع في الصويري بالمستقر». ورأى ان «الصويري لم تعرف يوماً التشنج الطائفي وأهاليها يصلّون في مسجد واحد»، وتخوف من تحميل الحادث أبعاداً سياسية. وشجب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان، «بشدة ما جرى في البلدة من اقتتال بين الإخوة والاهل في حادث يكشف عن خطورة تفشي السلاح». وطالب «الدولة بحزم امرها بنزع كل سلاح متفلت في الازقة والمناطق وإطلاق يد الجيش اللبناني في ضبط الامن ومعاقبة المعتدين والمخلّين وعدم السماح لعناصر الفتنة بالتسلل الى صفوفنا».