عندما تغني الحب على أنغام «الكاونتري ميوزيك» يرتفع صوتها بذكاء وجاذبية عند اللزوم إذا رددت ألحاناً من نوع «الروك أند رول». إنها الكندية شانيا توين التي باعت 50 مليون نسخة في العالم من أسطواناتها بعدما عاشت في بدايتها الفنية أكثر من 15 سنة عرفت فيها الفشل في شكل متواصل وأيضاً مشاكل من نوع قلة الإستقرار والحرمان واليأس. تعتمد توين إعتماداً كبيراً على جاذبيتها في أفلام الفيديو المصورة التي ترافق أغنياتها وكذلك فوق خشبات المسارح عندما تطوف عواصم العالم لتحيي سهرات فنية عادة ما تباع كل بطاقاتها في يوم واحد بعد إفتتاح شباك حجز التذاكر. عاشت توين طفولة مشتتة في بلدها كندا خصوصاً بعد إنفصال والديها، فهي قضت بعض الوقت مع والدها والبعض الأخر مع أمها وزوج هذه الأخيرة الجديد ذي الأصل الهندي الأحمر الأمر الذي يفسر تغييرها إسمها من أيلين أصلاً إلى شانيا الذي يعني شيئا باللغة الهندية. في سلسلة الأحداث السلبية التي ملأت حياة توين فقدانها كل من أبيها وأمها في حادث سير وهي في نهاية سن المراهقة، إذ شاء القدر أن يتواجد كل من الأب والأم على رغم طلاقهما، في سيارة واحدة في ذلك اليوم. وبعد فترة العناء دارت عجلة الحظ وتعرفت توين إلى رجل أحبها ووضع ثقته وأمواله في صوتها فقرر إنتاج أسطواناتها وتوزيعها. ونجح المشروع وتهافت الجمهور على أغنيات توين التي أصبحت تذاع بلا توقف في مختلف الاذاعات في العالم. وإستمر الحلم الجميل طوال سبع سنوات لم يخن النجاح صاحبته لحظة واحدة بإشراف زوجها جون لانج الذي أحاطها بالحنان والرعاية الفنية على السواء. ويقال أن توين وقعت في غرام لانج من النظرة الأولى حين عملت تحت إدارته من أجل تسجيل أول أسطوانة لها من إنتاجه، وبما أنها إمرأة متعلمة ومتطورة على الطريقة الغربية، لم تكتف بالغناء بينما يطوف هو العالم بحثاً عن مواهب جديدة. فهي أرادت الوقوف إلى جواره ومساندته في مهامه الفنية فراحت تهتم بالعقود التي كان يجريها مع الفنانين العاملين تحت إدارته، ولفتت إنتباه زوجها إلى الأشياء التي يجب تعديلها في هذا الميدان بالتحديد، خصوصاً تلك التي تتعلق بالمغنين وحقوقهم كونها منهم وعاشت الكثير من الصعوبات في علاقاتها المهنية مع المنتجين في الماضي. ولم يعترض لانج على تواجد شريكة حياته إلى جانبه، بل على العكس رحب بالفكرة وترك لها العنان بطريقة لم تعجب شركات التوزيع كثيراً، فهذه الأخيرة كانت أصلاً معجبة جداً بأسلوب الرجل في تعامله المهني وخافت أن يخسر نفسه فنياً إذا سمح لشريكة حياته بالتدخل الصريح في عمله. وفجأة بدأ النجاح «يذوب» وتراجعت مبيعات الأسطوانات في شكل ملموس على الصعيد الدولي، فكان من الضروري التفكير في طريقة ذكية وفورية لإستعادة البريق المفقود.. فقرر لانج بموافقة توين الإستعانة بالأساليب الحديثة مثل الأنترنت من أجل إعادة جذب الجماهبر إلى صوت توين. وبدلاً من اللجوء إلى الأسلوب التقليدي الذي يتلخص في توزيع الأسطوانات لدى المحلات المتخصصة، راح الثنائي يروّج لأغنيات توين على موقع «ماي سبيس» الفني الشهير لمدة محددة قبل العودة إلى الوضع الكلاسيكي أي بيع الأسطوانات في المتاجر المتخصصة. وأثبتت الفكرة فعاليتها في فترة قصيرة إذ أن الاذاعات عادت إلى بث أغنيات توين مثلما راحت القنوات التلفزيونية تعرض أفلام الفيديو المصاحبة للأغنيات الأمر الذي أدى إلى إرتفاع رقم مبيعات الأسطوانات واستعادت الفنانة المتأقلمة مع روح العصر نجوميتها في غمضة عين. لكن حياة النجمة الكندية تعرضت لانتكاسة فقد أعلنت طلاقها من جون لانج مكتشفها وشريكها في نجاحها، واشترت بيتاً في سويسرا حيث ستقيم كي تظل بعيدة عن القارة الأميركية وذكريات حبها الذي نشأ وازدهر هناك.