تعد لائحة الحقوق والمزايا المالية التي صدرت في 5-3-1433 نقلة نوعية ومميزة في منح الموظفين البدلات والمكافآت والتعويضات الجيدة، وأحدثت فرقاً جوهرياً عما كان مطبقاً في الماضي. وكان هذا الفرق واضحاً وجلياً للمتخصص والموظف سواء في البدلات أم المكافآت أم التعويضات. فعلى سبيل المثال، فرق بدل الانتداب الجديد بين الدول، إذ صنفها إلى دول «صعبة» ودول فئة (أ) أو (ب) أو (ج)، حدد الدول التي تدخل ضمن الفئة الصعبة، وهي: اليابان، سويسرا، نيويورك، وهونغ كونغ بالصين. ودول فئة (أ)، مثل: البرازيل. ودول فئة (ب)، مثل: ماليزيا، تركيا. ودول فئة (ج)، مثل: بنغلاديش، سيرلانكا. ولكن كما أشرنا في عنوان المقالة، فإن «الحلو ما يكمل»، إذ نصت المادة (53) من اللائحة أنه يصرف للموظف الذي تنتهي خدماته إما بسبب الوفاة أو العجز الصحي أو بلوغ السن النظامية أو المنسق من الخدمة مكافأة نهاية خدمة، قدرها رواتب (6) أشهر، كما يصرف للموظف المتقاعد باكراً مكافأة نهاية خدمة، قدرها رواتب (4) أشهر. وأضاف سياق المادة أنه لا يجوز الجمع بين هذه المكافأة ومكافأة الفئات المشمولة باللوائح الخاصة التي يعتبر نظام الخدمة المدنية ولوائحه التنفيذية جزءاً مكملاً. ومن وجهة نظري، أن الفئة الوحيدة المتضررة من عجز المادة السابقة هي المعلمون والمعلمات الذين تطبق عليهم اللائحة التعليمية، والسبب هو أن المادة ال10 من اللائحة التعليمية أشارت إلى صرف مكافأة نهاية خدمة للمعلمين والمعلمات، تبدأ من (700) ريال لمن خدمته 10 أعوام إلى أقل من 16 عاماً، أما من تبلغ أعوام خدمته أكثر من 31 عاماً، فيعطى 3000 ريال عن كل عام، لذلك مكافأة نهاية الخدمة التي أشارت إليها اللائحة لا تتجاوز (99.000) ريال إذا بلغت خدمة المعلم (33) عاماً، وفي الوقت نفسه لا يستحق التعويض عن رصيده من الإجازات العادية، لأن العطلة الصيفية تعد بمثابة إجازة عادية له. لذلك، تفضل الجهات الحكومية التي يعمل بها المعلمون المعينون على اللائحة التعليمية، منحهم رواتب ستة أشهر لأنه أكثر. في الجانب الآخر، فإن الفئة الثانية التي خصص لهم مكافأة نهاية خدمة هم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، إذ يمنحون مكافأة نهاية خدمة بمقدار راتب شهر من كل عام من أعوام خدمته، أما الفئة الثالثة التي خصص لها مكافأة نهاية خدمة فهم المعينون على بند الأجور، يمنح نصف راتب عن الأعوام الخمس الأولى من خدماته، وراتب شهر عند أعوام الخدمة الأخرى كمكافأة نهاية خدمة، وهم في الحقيقة أحسن حالاً من الموظفين والمعلمين. لذلك، نقترح أن تلغى المكافأة المقررة في اللائحة التعليمية للمعلمين والمعلمات، وأن يتبنى مجلس الخدمة المدنية مكافأة نهاية جديدة لهم، هي: «نصف راتب عن الأعوام الخمس الأولى وراتب عن كل عام من أعوام الخبرة الأخرى، أسوة بالمعينين على لائحة بند الأجور»، لتحقيق العدالة بين الموظفين العاملين في أجهزة الدولة المختلفة. محمد زويد العتيبي [email protected]