عبّر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل عن خشيته من أن «تكون بعض الممارسات جزءاً من مسيرة تعطيلية تبرر لاحقاً الانقلاب على النظام والميثاق والكيان»، مشدداً على أن «عدم انتخاب رئيس ليس مسّاً بالنظام فقط بل بالصيغة اللبنانية». وكان الجميل يتحدث خلال حفلة الاستقبال التي أقامتها القيادة الكتائبية في الذكرى ال 78 لتأسيس حزب الكتائب، وتقدّم مستقبلي المهنئين الى جانب الجميل وزراء الحزب وكتلة نواب الكتائب وأعضاء المكتب السياسي. وحضر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس حسين الحسيني، النائب عمار حوري ممثلاً الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة و»تيار المستقبل»، النائب أدغار معلوف ممثلاً رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، ووزراء وممثلون عن وزراء ومثّل النائب علاء الدين ترو رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، ومثّل النائب فادي كرم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، السفير الأميركي ديفيد هيل، سفير قطر علي بن حمد المري، سفير فلسطين أشرف دبور، المستشار الثاني في السفارة الفرنسية جان كريستوف أوجيه ممثلاً السفير باتريس باولي، مهند حسن جابري ممثلاً سفير إيران، ومثّل المونسنيور إيلي خوري البطريرك الماروني بشاره الراعي، ومثّل الشيخ محمد النقري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومثّل العميد جوزف غريب قائد الجيش العماد جان قهوجي، اضافة الى حشد من الشخصيات العسكرية والحزبية والنقابية. واعتبر الجميل في كلمته ان المؤسس بيار الجميل «بنى مؤسسة عمرها من عمر استقلال لبنان، لا بل أقدم لأنها مهّدت للاستقلال بالمقاومة والدم أحياناً، وقلما نجد حدثاً واحداً في تاريخ لبنان الحديث لم تكن الكتائب فيه قائدة أو مشاركة أو مؤثرة، أو داعمة أو رافضة؟ هذا الحزب لا يمثل جيلاً واحداً بل كل الأجيال، ولا يمثل مرحلة عابرة بل كل المراحل. وقوة الكتائب ثابتة ومستقرة ومتقدمة. ونحن والاستقلال توأمان بالشراكة الوطنية الثابتة». وقال: «من حقنا اليوم أن نطلق نداء لاستعادة الاستقلال، لانتخاب رئيس للجمهورية، لتحديث ميثاق الشراكة، ولبناء دولة قوية. والأهم اننا نملك وحدنا قرار تحقيق هذه الإنجازات إذا صدقنا بأن ولاءنا للبنان وبأن لبنان وطن نهائي». وشدّد على أنه «يجب أن نصدّق أن دور الأجنبي، أياً تكن هويته، انتهى. فلماذا نعيده يحتل نفوسنا بعدما أخرجناه من أرضنا. كان الأجنبي يقسّمنا ليدخل، ونحن اليوم نقسّم أنفسنا ليدخل الغريب. كان مطلبنا ألا يتدخل أحد بشؤوننا، صار مطلبهم ألا نتدخل بشؤونهم». وأضاف قائلاً: «علينا أن نتذكّر دائماً أن لبنان قائم ومستقل وله حدود ونظام ودستور وقيم ونمط حياة، ولا يجوز أن ندخله في منظومة الحروب والثورات والخرائط الجديدة والكيانات المستحدثة والفتن. ومن هذه القراءة، رفضنا ضرب النظام الديموقراطي وتصدينا لتوريط لبنان. ومن هذه الزاوية أيضاً رفضنا الشغور في رئاسة الجمهورية والتمديد للمجلس النيابي واستباحة حدود لبنان الدولية». واعتبر الجميل أن «التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يعد موقفاً سياسياً تكتيكياً لتعزيز موقع فريق على فريق أو تعزيز موقع مرشح على مرشح آخر، بل أصبح موقفاً إستراتيجياً لتغيير الواقع اللبناني والجمهورية اللبنانية. وهي مغامرة لا أحد، وأؤكد بأن لا أحد، يستطيع ضبطها لا بالقوة ولا بالقانون ولا بالدستور ولا بالحوار» مؤكداً أن «لا أحد يستطيع أن يضبط الوضع في السودان والصومال وليبيا واليمن والعراق وسوريا وغداً في دول أخرى»، مستخلصاً عبرة أن «لا أحد سيربح في لبنان: لا القوي ولا المستقوي، لا حامل السلاح ولا غيره، لا المسيحي ولا المسلم». وقال: «في لبنان الحالي كلنا أقوياء إذا عدنا إلى الدولة، وفي لبنان المضطرب كلنا ضعفاء»، سائلاً: «لماذا لا نلتقي في جلسة حوار واحدة لنتفق على قرار واحد هو انتخاب رئيس الجمهورية؟ ولم لا نلتقي أولاً، كقادة مسيحيين طالما لدينا مسؤولية خاصة ومعنيين بهذا المنصب الأول؟». وأكد أن «الناس تريد رئيساً يطمئن. لا تريد استقراراً فقط بل طمأنينة»، لافتاً إلى أن «المسيحيين حالة وحدوية في لبنان والشرق، وكلما كان لنا أن نختار اخترنا في كل المراحل التاريخية وحدة لبنان والتعايش المسيحي الإسلامي. واليوم فيما كل مجموعات الشرق تختار الحكم الذاتي والانفصال والتقسيم، نتمسّك نحن بقيم الوحدة». وتوجّه إلى جيل الشباب سائلاً: «ماذا نترك للأجيال الطالعة؟ بلداً مشلعاً؟ مجلساً نيابياً ممداً لنفسه؟ جمهورية بلا رئيس؟ فساداً مستشرياً؟ وطناً عدد الغرباء فيه تجاوز نصف عدد سكانه؟ اقتصاداً مأزوماً؟ مديونية تتعاظم؟ أفهم أن يغضب الشباب والناس على السياسة والسياسيين». وطالب ب «التحرك قبل فوات الأوان لأن لدينا بعد رصيداً تاريخياً وقوة نهضوية وأملاً بالقيامة»، معاهداً «ببقاء الكتائب وفيّة لتاريخها، وفيّة لتضحيات أجيال الكتائبيين على مدى العقود، وفيّة لدم شهدائها. وستبقى دائماً في خدمة لبنان الواحد السيّد والحرّ».