وجّه أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز المديرية العامة للمياه في المنطقة بنقل فائض المياه المعالجة إلى المتنزه الوطني ومزارع النخيل في محافظة بيشة، بواسطة أنابيب مغلفة مدفونة بعمق لا يقل عن مترين من سطح الأرض. وأوضح المدير العام للمياه في منطقة عسير المهندس يزيد آل عايض أنه سيتم ضخ المياه من البطنة مروراً بالحزم ومن خلال المنطقة البرية وصولاً إلى صهي ومنها إلى المتنزه الوطني، من دون المرور بوادي هرجاب أو الاقتراب من مواقع الآبار أو المناطق السكنية. وأشار إلى أنه تم اعتماد هذا المشروع بناءً على دراسة فنية متكاملة من جهة الاختصاص، روعي فيها عدم التأثير في مجاري الأودية أو السكان أو مصادر المياه، وتم إقرارها من مجلس المنطقة، وذلك وفق المخطط المرفق بالبيان، علماً بأن المشروع الآن بدأ كمرحلة أولى وستتبعها المرحلة الثانية، لافتاً إلى أنه لن يتم ضخ أي مياه لحين الانتهاء من تنفيذ جميع المراحل التي تنتهي بضخ المياه في متنزه بيشة الوطني. في المقابل، تجمع عشرات المواطنين المعترضين على مشروع نقل المياه المعالجة من خميس مشيط وأبها إلى مدينة بيشة أمس، بحجة أن المياه منقولة عبر مسافة أكثر من 250 كيلومتراً، وتمر عبر الأودية والمراعي، ويمكن أن تتعرض إلى خلل يترتب عليه اختلاط المياه السليمة بها. وطالب أبناء قرى شهران من صمخ وخيبر وبيشة بإيقاف المشروع الذي يصفونه بالضار، والذي يمكن تصريفه في شكل آخر وبموازنة أقل من خلال إرساله إلى البحر أو صحراء الربع الخالي. وأكد المواطن فهد الشهراني من أهالي بيشة في حديثه إلى «الحياة» أن المياه المعالجة ثلاثياً قد لا تكون بالنسبة الصحيحة أثناء المعالجة بسبب تلاعب المقاولين. وقال الشهراني إنه يعتقد بأن المياه غير صالحة في شكل جيد، لاسيما في ظل عدم وجود إجراءات أو أعمال لاستقبال تلك المياه والتعامل معها في شكل فني دقيق يضمن سلامة المجتمع. يذكر أن إمارة المنطقة طلبت من الجميع الإحاطة بذلك والتعاون لما فيه الصالح العام، وعدم الالتفات إلى ما يثار حول هذا المشروع من أنه سيؤثر في مصادر المياه أو يضر بالمزارع القائمة، كما أكدت الإمارة أنها حريصة على تحقيق مصالح المواطنين وتلافي أي أضرار قد تنتج من ذلك، من خلال المتابعة المستمرة. مواطنون من أهالي هرجاب يتجمعون لإعلان رفضهم للمشروع. (&)