ملأت الألعاب النارية مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان بشكل لافت الساحات والأبواب الرئيسة لأسواق جدة، وأطلقت عليها مسميات جديدة للترويج لها، من أجل رفع أسعارها بشكل يفوق أسعار العام الماضي. ورصدت «الحياة» انتشار مواقع بيع الألعاب النارية في سوق البلد (وسط جدة) الذي يعد من أكبر أسواق بيعها في المحافظة، فيما تسبب الطلب الكبير في ظل المطاردة الأمنية لباعتها في صعود أسعارها. وبات الأطفال والصغار خبراء بأنواع الألعاب النارية التي يكثر تداولها في شهر رمضان وأيام عيد الفطر، إذ يتناقلها الكثير فيما بينهم، ويطلقونها صباح ومساء من دون وجود رقابة من الجهات المسؤولة على سوق البلد، الذي تحولت أزقته وطرقاته إلى سوق سوداء لبيع الألعاب النارية علانية وأمام مرأى من الجميع، حيث تكثر قواعد ومنصات إطلاق الألعاب، التي ضاعفت من أسعارها إلى جانب الأسماء الجذابة التي يطلقها الباعة عليها، وغالبيتهم من جنسيات أفريقية. وفي الوقت الذي باتت فيه هذه الألعاب الخطرة والمقلقة تؤرق مضاجع الكثير، في انتظار الجهات المختصة للقضاء عليها وإنهاء بيعها العلني على رغم التحذيرات من الجهات الأمنية، تضع الكميات الكبيرة المعروضة للبيع علامات استفهام وتساؤلات كبيرة عن المصدر الذي دخلت منه هذه الألعاب. ويلفت الانتباه في سوق البلد طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره يفاوض إحدى البائعات بحرفية حول أسعار أسماء غريبة من الألعاب النارية مثل: الكمثرى والطائر والفيصلية والفراشة، وعند الاستفسار عنها اتضح أنها جديدة، ونزلت إلى الأسواق هذا العام. وأشارت إحدى البائعات إلى أن أسعار الألعاب تختلف من مبسط إلى آخر على حسب بائعتها، إذ تبدأ من خمسة ريالات وتصل إلى 350ريالاً، مشيرة إلى أن أغلاها الكمثرى وهي عبارة عن عبوة بلاستيكية محشوة بالبارود ومواد أخرى تحدث لدى انفجارها صوتاً قوياً كما تبعث ألواناً وأشكالاً مختلفة، وقال عادل المزيني (أب لطفلين) إنه اصطحبهم معه لشراء الألعاب النارية استعداداً لعيد الفطر المبارك، مضيفاً أنه اشترى كمية من الألعاب بقيمة وصلت إلى 400ريال. وتطلق الجهات الأمنية تحذيرات دائمة حول خطورتها، إضافة إلى مطالبة الكثير من المواطنين بتكثيف الرقابة على مواقع بيع الألعاب النارية، والقضاء على باعتها.