اختار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة احتفال بلاده بعيدها الوطني، يومي 16 و17 كانون الأول (ديسمبر)، ليؤكد استعداد بلاده «منذ اليوم لإعلان الاتحاد» الخليجي. وقال الملك حمد، في كلمة للمناسبة: «أما بالنسبة إلى الاتحاد فقد تداولنا، مع الإخوة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، موضوع الانتقال من التنسيق والتكامل إلى الاتحاد، واتفقنا على مواصلة العمل الدؤوب في هذا الصدد. وأن مملكة البحرين على استعداد ومن هذا اليوم لإعلان الاتحاد، لتأكيد إرادتنا الثابتة وعزيمتنا الصلبة متطلعين للدعوة إلى القمة الخاصة بالإعلان عن قيام هذا الاتحاد بالرياض». ونوه بموافقة قادة مجلس التعاون الخليجي، إنشاء قيادة عسكرية موحدة للقوات الخليجية المسلحة، وذلك «لضمان العمل الدفاعي المشترك»، إضافة إلى إقرارها إنشاء مركز لتنسيق الأمن البحري في البحرين. وأشار الملك حمد إلى سياسة بلاده «الداعية دوماً إلى الانفتاح على جميع دول العالم، وهو ما يمكنها من الاستفادة من التجارب الناجحة لتطوير أداء البحرين في مختلف المجالات، ويساعد على بناء اقتصاد قوي وتنمية مستدامة. ما ينعكس على تحسين الظروف المعيشية وتطوير الخدمات المختلفة، الصحية، والتعليمية والسكنية». من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لمركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية اللواء سامح سيف اليزل أن الرؤية البحرينية للاتحاد «يبدو أنها تماثل رؤية الاتحاد الأوروبي في التكامل بين دول المجلس»، مضيفاً في اتصال مع «الحياة» أمس (الإثنين) أن «البعض كما يبدو في الأفق ليست له الحماسة البحرينية ذاتها على الأقل في الوقت الحاضر»، مرجعاً ذلك إلى أن «الوقت في تصور هؤلاء غير مهيأ للانتقال إلى مرحلة الاتحاد لاعتبارات عدة». وقال اللواء سيف اليزل: «هناك عاملان يرجحان تأخير الإعلان عن الاتحاد الخليجي، الأول يرتكز على اختلاف الرؤى السياسية بين الدول الأعضاء، خصوصاً تجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية، والنقطة الثانية هي اختلاف المنهج الاقتصادي لبعض دول الخليج عن الأخرى، ما قد يتسبب في بعض التأخير»، مشدداً على أن ظروف المنطقة الحالية تفرض دعم الدعوة السعودية والتوجه البحريني نحو الانتقال إلى مرحلة «الاتحاد الخليجي»، لما في ذلك من حفاظ على الكيان الخليجي المشترك. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وذلك خلال افتتاح اجتماعات الدورة ال 32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2011 في الرياض.