أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما مدد الدور القتالي لقوات بلاده في أفغانستان لسنة أخرى، في أمر سري وقّعه في الأسابيع الماضية. واعتبرت الصحيفة أن هذا التغيير مرتبط إلى حدّ ما بتقدّم جهاديي «تنظيم الدولة الإسلامية» السريع في العراق، الذي أثار انتقادات لأوباما لسحبه القوات الأميركية من هذا البلد من دون إعداد جيش عراقي في المكان. ولفتت إلى أن الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني بدا أكثر انفتاحاً لقبول مهمة عسكرية أميركية أوسع، مما كان سلفه حميد كارزاي. وكان أوباما أعلن أن العمليات القتالية للحلف الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان ستنتهي في أواخر العام الجاري. وكان يفترض أن تتركز مهمة الحلف بدءاً من الأول من كانون الثاني (يناير) بوجود 9800 جندي أميركي وحوالى 3 آلاف آخرين من ألمانيا وإيطاليا وبلدان أخرى، على دعم القوات الأفغانية في التصدّي لحركة «طالبان» بالتزامن مع عمليات أميركية لمكافحة الإرهاب. وأوردت الصحيفة أن مستشارين مدنيين احتجوا على تمديد المهمة التي ستدعمها جواً طائرات وقاذفات وطائرات مسيّرة، مشيرين إلى أن ذلك يعرّض حياة أميركيين للخطر في المعركة ضد «طالبان»، وأوصوا بالتركيز على مكافحة تنظيم «القاعدة» فقط. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن «هناك مدرسة تريد مهمة محدودة جداً تركّز على تنظيم القاعدة وحده». وأضاف: «لكن العسكريين حصلوا على ما كانوا يريدونه». في المقابل، أكد مسؤولاً كبيراً للصحيفة أن القوات الأميركية لن تقوم بدوريات منتظمة ضد «طالبان» العام المقبل، وقال: «لن نستهدف مقاتلين لمجرّد أنهم أعضاء في طالبان». وزاد موضحاً: «بعض أعضاء الحركة يهددون مباشرة الولاياتالمتحدة وقوات التحالف في أفغانستان أو يقدمون دعماً مباشراً إلى القاعدة، وسنتخذ الإجراءات اللازمة ليبقى الأميركيون آمنين». على صعيد آخر، أكدّت النائب الأفغانية شكرية بركزاي (41 سنة) التي نجت بمعجزة من تفجير كبير استهدفها الأحد الماضي في كابول وخلّف ثلاثة قتلى، من سريرها في المستشفى مواصلة معركتها من أجل حقوق النساء في أفغانستان وضد الهجمات التي تشهدها البلاد يومياً. ومنذ حكم طالبان (1996 -2001) حيث كانت تدير مدرسة سرية للبنات، لم تعرف بركزاي السكينة في نضالها من أجل حقوق المرأة في أفغانستان. وقالت «إن هذا الهجوم لم يستهدفني فقط بل يستهدف النساء جميعهن في أفغانستان». وتُعد بركزاي التي دخلت المعترك السياسي في العام 2003 من أبرز الناشطات المدافعات عن حق المرأة في بلادها لذلك بات لها أعداء كثر، وتلقت تهديدات عدة بالقتل بما في ذلك من جانب «طالبان». وأبدت دهشتها وهي تنظر إلى يدها اليسرى الملفوفة بعناية بالشاش، «لأن طالبان لم تعلن مسؤوليتها (عن الهجوم). فمن عسى يكون (وراء الاعتداء)»، مؤكدة ثقتها بالحكومة الأفغانية لكشف الحقيقة. وأكدت بركزاي إنها لا تعلم من استهدفها لكنها تتساءل إن كان ذلك له علاقة بدعمها بقاء قوات أميركية في أفغانستان، أو ربما يكون وراء الهجوم عناصر من باكستان المجاورة التي غالباً ما تُتهم بأعمال عنف في أفغانستان. وقالت: «إنني صريحة وشديدة الوضوح»، و»سيكون أمراً مستغرباً بالنسبة إلي إن دعمت باكستان نشاطاتي»، لافتة إلى أن التفجير قد يكون بسبب نشاطاتها في البرلمان حيث تؤيد الاتفاق الأمني الثنائي مع الولاياتالمتحدة، الذي لا يلقى استحسان الجميع، وخصوصاً بعض «دول الجوار» في إشارة منها إلى إيران. يذكر أن بركزاي دعمت أثناء الحملة الرئاسية الرئيس أشرف غني. لكن بعد أقل من شهرين من تنصيبه طالبته باحترام وعوده منتقدة أسلوبه. وقالت «إن زيارة مستشفى في منتصف الليل (كما فعل الرئيس أخيراً) أمر جيد لكن بالنسبة إلي أنه مجرد أمر رمزي. فعليه اتخاذ تدابير أقوى وجدية. إني أشّجع فريقه». وفي ما يتعلق بالشرطة التي فتشت سيارتها مباشرة قبل الاعتداء الأحد الماضي ونسيت سيارة الانتحاري، فانتقدتها كثيراً وطالبت بتغيير المسؤولين. وقالت: «هناك ضحايا يسقطون كل يوم، ولم نتقدم».