لم يقطع «حزب الله»، كما يقول - مصدر قيادي فيه - الأمل باقناع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون بالالتزام بالاتفاق الذي كان رعاه بين حركة «أمل» و «التيار الوطني الحر» ويقضي بإعطائه مرشحين عن دائرة جزين هما ماروني من اثنين وكاثوليكي في مقابل التسليم، من دون أي تردد، بترشيح النائب في كتلة «التنمية والتحرير» سمير عازار عن الدائرة نفسها، خصوصاً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعتبره الى جانب زميله المرشح الكاثوليكي عن دائرة قرى صيدا - الزهراني النائب ميشال موسى من الثوابت. وإذ أكد بري لمن راجعه في طلب عون إقفال لائحة جزين بثلاثة مرشحين من «التيار الوطني» بأنه يضحي بنفسه ولا يضحي بعازار، فإن «حزب الله» لم يوقف مفاوضاته الصعبة مع عون لإقناعه بالعودة الى الاتفاق الذي رعاه والذي يشمل تبني المرشح الشيعي مسؤول الإعلام المركزي في «أمل» طلال حاطوم عن أحد المقعدين في بعبدا. وفي هذا السياق علمت «الحياة» أن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين خليل لا يزالان يتواصلان مع عون فيما تجرى مشاورات مفتوحة بين المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل ووزير الاتصالات جبران باسيل في ظل غياب أي اتصال مباشر بين بري وعون. وبحسب المعلومات فإن «حزب الله» عاود أمس اتصاله بعون بعد لقاء معه عقد ليل أول من أمس من دون أن يؤدي الى اقناعه بالتراجع عن معارضته الشديدة لترشح عازار في جزين بذريعة أن وحده الأقوى وأنه قادر على الفوز من دون حلفائه. وأوضحت مصادر مواكبة للاتصالات أن «حزب الله»، وإن كان يصر على مراعاة عون، فإنه في المقابل يتفهم موقف بري وليس في وارد تعريض تحالفهما الى أي اهتزاز. وقالت ان من غير الجائز تحميل الحزب التبعات المترتبة على تصلب عون لا سيما وأنه بادر منذ بدء المفاوضات الى تمرير رسائل سياسية باتجاه عون يفهم منها وقوفه الى جانب وجهة نظر بري. ونفت الصادر نفسها ما تردد عن أن عون تقدم من بري عبر الوسطاء بعرض انتخابي يقوم على تخييره بالتنازل عن مرشحه في بعبدا لمصلحة «التيار الوطني» في مقابل تسليمه بتثبيت ترشيح عازار في جزين أو العكس. وأكدت المصادر أن لا صحة لما تردد من أن عون عرض حلاً آخر يقوم على اختيار مرشحين حياديين في جزين وبعبدا كبديل من عازار وحاطوم. ولفتت الى ان عون تقدم أخيراً بطلب غير رسمي يقضي بتنازل «أمل» عن مرشحها في بعبدا وكذلك في جزين على أن يترك لبري اختيار البديل من عازار. وعزت سبب تصلب عون في رفضه عازار الى انه يريد أن يقرن قوله بالفعل لجهة قدرته على المجيء الى البرلمان الجديد بكتلة نيابية تصل الى 35 نائباً، وبالتالي فهو يراهن تارة على الاستقواء ب «حزب الله» على «أمل» وأخرى بدمشق لإقناعها بضرورة التدخل لدى رئيس المجلس ليصرف نظره عن ترشيح عازار. ولدى سؤال المصادر نفسها عن أسباب اعتراض عون على عازار قالت أنه لا يعطي الأسباب الموجبة أو الذرائع لتبرير موقفه وأن كل ما في الأمر أن «الجنرال» مستاء من عازار لأن الأخير لم يزره في الرابية ويطلب مباركته للترشح اضافة الى أنه وإن كان شارك في المهرجان الذي أقامه «التيار الوطني» على شرف عون في جزين فإنه في المقابل لم يحشد محازبيه لحضوره كما أنه لم يبادر الى استضافته في منزله. وسألت المصادر ما اذا كان يحق لعون احتكار التمثيل المسيحي لا سيما في جزين وهو يعرف حقيقة التأييد الذي يتمتع به عازار والتقدير الذي يلقاه من أبناء المنطقة كونه لم يفارقهم طيلة فترة احتلال اسرائيل لها بل كان يتردد عليهم في أحلك الظروف؟ كما سألت هل يحق لعون استبعاد هذا المرشح أو ذاك بذريعة ما كان أعلنه باسيل قبل أن يتراجع عنه من أن عون ذاهب الى جزين لاستردادها؟ مشيرة الى صعوبة التفاهم معه بسبب مواقفه المتقلبة والتي يغمز فيها أحياناً من قناة بري خصوصاً عندما اتهمه بالضلوع في اصدار التشكيلات القضائية التي اعترض عليها عون. لذلك فإن الجميع ينتظر نتائج الوساطة الصعبة التي يقوم بها «حزب الله» لدى حليفه عون، علماً أن بري باق على موقفه المتمسك بترشيح عازار وحاطوم، وكان نقل عنه زواره: ان لا عودة عن قراره وأن المشكلة ليست عنده انما لدى الآخرين وأن لا مجال للتنازل قيد أنملة عن موقفه.