منذ أعوام عدة، وتحديداً مطلع الثمانينات والتسعينات الهجرية، كان يرتاد «عين هيت» سكان العاصمة من المواطنين والمقيمين، ليمارسوا فيها السباحة ويتمتعوا بنزهة جميلة وسط تشكيلات طبيعية جمالية، إلا أنه أهمل سياحياً، ما تسبب في تراكم الصخور على العين وأمست مكباً للنفايات. ويقول رئيس مركز هيت نايف بن منيخر: «أتمنى من الهيئة العامة للسياحة والآثار العناية بعين هيت والشلالات الموجودة في هيت، لأنها من معالم الرياض السياحية للمواطنين والمقيمين، وسبق أن زارتها وفود أوروبية وهندية وأميركية عدة، وسجلوا لهم مقاطع في موقع «يوتيوب» ». وأضاف: «نطمح كثيراً إلى الالتفات لهذه العين السياحية التي لها تاريخ قديم يعود إلى آلاف الأعوام، وهي مهددة بالانقراض والزوال بسبب تساقط الصخور عليها وإهمالها، وفي السابق كان هذا المعلم من أشهر مصادر الماء في جزيرة العرب». من جانبه، قال أحد زوار «عين هيت» فهيد الحربي: «نزور هذه العين من التسعينات الهجرية، كونها المتنفس الوحيد للعاصمة الرياض، ولكن بعدما رأيته قبل شهر من الآن صدمت، لإهمالها وتراكم الحجارة عليها وامتلائها بالنفايات، وأضع اللوم على هيئة الآثار لإهمالها لهذا المعلم التاريخي، إذ لا توجد طرق معبدة ولا دراسات تكفل إعادة الروح إليه». وأضاف: «أتمنى أن تعود الحياة إلى هذه العين، خصوصاً أنها موقع تراثي ومزار للمهتمين في التاريخ والتغيرات الجيولوجية. ففي السابق كانت هناك رحلات مدرسية تُشد إلى هذا المعلم السياحي، ولكن اليوم أمسى مهملاً من الهيئة العامة للسياحة والآثار». وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كشفت عن برنامج لتطوير «منطقة هيت» قبل عام ونصف العام، يشمل وضع مخطط سياحي للمنطقة، وتطوير البلدة القديمة، ومعالجة مياه «كهف هيت»، الذي يعد من أكبر وأشهر الكهوف الطبيعية في المدينة، تمهيداً لتحويل الموقع إلى وجهة للسياحة البيئية في المدينة. وقالت الهيئة إن برنامج التطوير الذي تم إقراره يتضمن إزالة الملوثات والأنشطة السلبية على البيئة من الموقع، بما في ذلك إيقاف نشاط نقل التربة «خلط التربة وتجهيزها للأغراض المختلفة» شمال هيت، وتطبيق قرارات اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض المتضمنة حصر وإغلاق وإزالة الأنشطة المخالفة كافة، أو التي تعمل من دون تراخيص، أو تعمل في مناطق عشوائية أو غير مخصصة للأنشطة التي تمارسها لاتخاذ الإجراءات التصحيحية في شأنها. وكانت هيئة تطوير الرياض أجرت دراسة مسحية للمناطق السياحية في هيت، شملت أوجه حماية الكهف الطبيعي ونبع المياه في داخله، وأوجه استثمار التكوينات الطبيعية في الموقع لتحويلها إلى موقع ترفيهي سياحي تعليمي.