يبدو أن قضايا الحكام ستبقى محور الجدل الدائم، هذا الموسم، إذ ما زالت أصداء مواجهة النصر والشباب في الأسبوع ال12 من دوري عبداللطيف جميل، تسيطر على الأجواء الإعلامية والجماهيرية. «الحياة» وقفت على منعطف جديد للقضية حين كشف لها لاعب شبابي طلب عدم ذكر اسمه عن أن حكم اللقاء مرعي العواجي أكد له صحة قرار اتخذه أثناء مجريات المباراة قائلاً: «الحكم الرابع شافها في التلفزيون... وقال احسبها»، في حين نفى رئيس لجنة الحكام، عبر اتصال أجرته به الصحيفة أمس، خضوع حكام المباريات لأية توجيهات مبنية على مشاهد «تلفزيونية»، قائلاً: «لا.. لا ... لا»، فيما أكد الحكم الدولي الإماراتي علي حمد أن القانون الدولي لكرة القدم يمنع منعاً باتاً استخدام الشاشة لاتخاذ قرارات تحكيمية، ويمنع وجود أية شاشة داخل محيط الملعب، ما دفع إلى تغيير موقع المعلقين في الأعوام الأخيرة. لاعب الشباب الذي رفض ذكر اسمه قال ل«الحياة» أمس إن حكم مباراة النصر والشباب مرعي العواجي لم يوقف اللعب بعد احتكاك في كرة مشتركة، لكنه تراجع بعد ثوان وأوقف اللعب، وعندما سأله عن سبب الإيقاف رد عليه: «الحكم الرابع شافها بالتلفزيون وقال احسبها»، وتابع اللاعب: «سألت الحكم كيف لم يكتشف زميله الرابع أن الطرد لم يكن صحيحاً بالطريقة ذاتها؟ أم أن استخدام التلفزيون مقصور على الأخطاء التي تأتي لمصلحة النصر؟ لكنه رفض التعليق»، اللاعب ذاته أكد أن اللعب توقف أكثر من مرة بالطريقة ذاتها، إذ تأخرت قرارات العواجي كثيراً وأربكت الفريقين. اللاعب رفض الخوض في تفاصيل المباراة مؤكداً أنه لم يكن يعلم أن استخدام الشاشات محرم دولياً، وخصوصاً أن الأمر بحسب توقعه كان واضحاً للمتابعين، إذ تراجع الحكم عن قراره أكثر من مرة وأوقف اللعب لأخطاء لم يكن احتسبها في بداية الأمر، كما أنه كشف عن اعتماده على اللقطات التلفزيونية في شكل عفوي. من جانبه أكد الحكم الدولي السابق الإماراتي علي حمد أن قوانين اللعبة تمنع طاقم تحكيم المباريات من استخدام الشاشة أو التلفزيون لاتخاذ قرار أو تعديل آخر، وزاد: «بحسب أنظمة الاتحاد الدولي يمنع منعاً باتاً وضع أي شاشة تلفزيونية داخل محيط الملعب، في الماضي كان المعلقون يحضرون داخل أرض الملعب ويتولون التعليق على الأحداث من خلال الشاشات أمامهم، وهو ما لم يعد مسموحاً به حرصاً على إبعاد الشاشات عن الحكام». لكنه في المقابل استعان بمشاهد من كأس العالم للتذكير بحوادث مشابهة، إذ قال: «الكل يتذكر نطحة زيدان الشهيرة في مونديال كأس العالم 2006، وأثير بعدها حديث طويل عن أن الحكم طرد اللاعب بناء على لقطة تلفزيونية عرضت عبر شاشة موجودة داخل الملعب وصل من خلالها مساعدو الحكم إلى قرار وأبلغوه به، بدليل أن القرار جاء متأخراً، ومن بعد تلك الحادثة منع استخدام الشاشات داخل الملعب» وتابع الدولي الإماراتي حديثه: «حتى في الملاعب التي تحوي شاشات ضخمة للجماهير، فإن الأنظمة تمنع إعادة الأهداف التي يثار حولها جدل تحكيمي». حمد الذي طلب معرفة أسباب طرح هذه الأسئلة، رفض التعليق على حديث اللاعب الشبابي، موضحاً أنه ليس قادراً على الجزم في حقيقة ما دار وأنه لم يتابع المباراة. تصريح لاعب الشباب يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة عن هوية الحكم صاحب السيادة داخل الملعب، لكن السؤال الأهم يدور حول العوامل التقنية المساعدة التي يحق للحكام استخدامها، وخصوصاً أن «فيفا» وعبر عدد من أعضائه رفض دخول التكنولوجيا إلى الملعب، اتضح ذلك في نقاش تقنية خط المرمى التي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الاعتماد عليها في مونديال البرازيل الصيف المقبل بعد مفاوضات طويلة بين أعضاء الاتحاد وخصوصاً رئيسه جوزيف بلاتر المؤيد لاستخدام التقنية، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الذي ما زال يؤكد حتى اليوم رفضه استخدام تقنية خط المرمى أو أية تقنيات أخرى خشية تغيير شكل اللعبة وفقدانها الأخطاء التي تمنحها جزءاً كبيراً من إثارتها.