دعا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد ملا صانعي القرار في قطاع الاتصالات بالقطاع الخاص إلى القيام بالخطوات الاستراتيجية المهمة لإعداد وتمكين مؤسساتهم لتكون جاهزة للاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة في هذا القطاع مستقبلاً، من خلال تطوير البنى التحتية لهذه المؤسسات، والتوسع في تقديم الخدمات، وتعيين وتطوير الكادر البشري المؤهل لذلك، ودرس إمكان التعاون وعمل الشراكات أو حتى اندماج بعضها لتكون قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. وطالب ملا في كلمة ألقاها أمس في افتتاح ملتقى قادة قطاع الاتصالات في العالم الذي يعقد في ختام البرنامج القيادي الثاني وتنظمه مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينةالمنورة، قادة وصناع القرار في قطاع الاتصالات بدعم وتشجيع الإبداع والابتكار، وخلق البيئة المناسبة لذلك من خلال تخصيص جزء مناسب من عوائد الشركات لتوظيف وتطوير الكفاءات البشرية القادرة على الإبداع والابتكار، والوصول إلى كل ما هو جديد من أجل تقديم منتج أو خدمة منافسة تضيف قيمة نوعية وأهمية كبيرة للجهات المستفيدة. وأكد أن المملكة اتخذت خطوات كبيرة وعملية لإصلاح قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وتنميته بإعادة هيكلته وتطويره ليواكب التحديات المحلية والعالمية، بعد أن أدركت الحكومة السعودية باكراًَ الدور الحيوي الذي تقوم به الاتصالات وتقنية المعلومات في دعم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإسهامها في تعزيز الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية وقدرتها على استحداث الفرص الوظيفية وتحقيق التنمية المتوازنة بين القطاعات والمناطق. وقال ملا إن الخطوات الإصلاحية التي تم اتخاذها بدأت بخصخصة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وتحريرها، وتأسيس جهاز تنظيمي قادر على دفع عجلة التغيير بإنشاء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووضع الأنظمة التي تحكم وتقنن وتنظم التعاملات في هذا القطاع، مثل نظام الاتصالات ولائحته التنفيذية، ونظام التعاملات الإلكترونية، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، وإعداد خطة وطنية شاملة للاتصالات وتقنية المعلومات، وتأسيس برنامج وطني للحكومة الإلكترونية، ومركز وطني للتصديق الرقمي والتوقيع الإلكتروني، وإطلاق المبادرات الوطنية المختلفة. وأضاف أن المبادرات تتضمن مبادرة بناء القدرات وتنمية المهارات في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية، التي تشمل برامج تدريبية للقيادات التنفيذية لتقنية المعلومات في القطاع الحكومي، وبرامج للقيادات الإدارية الحكومية، وبرامج احترافية لمختصي تقنية المعلومات، وبرنامج خبراء المستقبل لحديثي التخرج، وبرامج المهارات الأساسية للموظفين الإداريين، واستفاد من هذه البرامج 25 ألف متدرب حتى اليوم. وأشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن المبادرات تتضمن أيضاً مبادرة نشر الثقافة والمعرفة الرقمية الموجهة إلى كل شرائح المجتمع، واستفاد منها حتى الآن 180 ألف شخص، ومبادرة قوافل التدريب الإلكتروني واستفاد منها حتى الآن أكثر من 18550 متدرباً. وأوضح أن تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يظهر جلياً من خلال بعض المؤشرات المحلية والدولية، فعلى المستوى المحلي وصل عدد مقدمي الخدمات المرخص لهم من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أكثر من 300 مقدم خدمة في شتى مجالات القطاع، ويتم حالياً استكمال إجراءات الترخيص لثلاثة من مقدمي الخدمة الافتراضية، إضافة إلى التوسع في مشاريع صندوق الخدمة الشاملة لنشر خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في المناطق النائية. وتابع: «أما على المستوى الدولي فاحتلت المملكة المرتبة ال41 من بين 193 دولة بحسب تقرير الأممالمتحدة لجاهزية الحكومة الإلكترونية لعام 2012، بعد أن كانت في المرتبة ال105 في عام 2003، واحتلت المركز ال 68 من بين 146 دولة في تقرير الاقتصاد المعرفي الأخير الذي أصدره البنك الدولي». وناقش الملتقى الذي استمر يوماً واحداً موضوع مراقبة اتجاهات قطاع الاتصالات من خلال طرح طرق اللحاق بالتطور السريع في قطاع الاتصالات والفرص الناشئة والجهات التي ينبغي التركيز عليها، وكيف يمكن لمؤسسات الاتصالات البقاء والنمو، فضلاً عن بعض الرؤى والأفكار التي طرحها عدد من المتحدثين الدوليين على مستوى العالم.