واجهت عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي أمس، أزمة غذاء بعد المجازر وأعمال العنف التي ارتكبت الأسبوع الماضي، ودفعت عشرات الآلاف من السكان إلى اللجوء إلى أماكن قريبة من القاعدة الفرنسية قرب المطار، أو ملازمة بيوتهم. وتحدثت مصادر إنسانية عن نزوح عشرات آلاف الأشخاص في بانغي التي تضم 800 ألف نسمة، بعدما روعتهم ممارسات المتمردين السابقين في حركة «سيليكا» الذين بدأ الجيش الفرنسي نزع أسلحتهم الاثنين الماضي. وتجمع كثيرون منهم بلا ماء أو غذاء في محيط المطار كي يكونوا بحماية الجيش الفرنسي، علماً أن وكالات الأممالمتحدة لم توزع أغذية منذ أسبوع. وتراجع التوتر فجأة في بانغي أول من أمس، بعد أيام من أعمال النهب والقتل ودعوات الكراهية بين مسيحيين ومسلمين، علماً أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد بعد مغادرته العاصمة أول من أمس أن «الليلة كانت هادئة»، مشيراً إلى أنه يجري إرساء الأمن تدريجاً، لكن يجب التزام الحذر واليقظة وإنجاز عملية نزع الأسلحة حتى النهاية». واستفاد مصلون في مسجد «بي كي-5» وسط بانغي من الهدوء أول من أمس لتشييع 16 منهم إلى مثواهم عند مدخل المدينة، وبينهم «جنرال» في حركة «سيليكا» يدعى محمود صالح قتله جنود فرنسيون. وخلّف العنف حوالى 400 قتيل بحسب الصليب الأحمر الدولي، لكن يرجح أن يكون العدد أكبر بعد معارك بانغي الأسبوع الماضي. وعلى رغم عودة الهدوء يمكن أن يتغير وضع هذا البلد الذي تفوق مساحته مساحة فرنسا في أية لحظة باتجاه عودة العنف. وتريد فرنسا إقناع الشركاء الأوروبيين بدعم تشكيل قوة أفريقية، كي لا تضطر إلى التدخل عسكرياً في القارة السمراء كما يحصل في أفريقيا الوسطى حالياً، لكن المشروع يستلزم وقتاً من دون ضمانات حقيقية بالنجاح.