افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمس القمة 34 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بكلمة أكد فيها «استمرار قدرة المجلس على الصمود والتواصل لخدمة أبناء دوله»، وذلك «على رغم الظروف المحيطة بنا إقليمياً ودولياً». وشدد على «ضرورة التشاور وتبادل الرأي حيال تلك الظروف وتداعياتها على منطقتنا بما يعزز من تكاتفنا ويزيد من صلابة وحدتنا». وجاءت تأكيدات الشيخ صباح على صلابة المجلس الخليجي واستمراره مع تواتر المعلومات بأن ملف «الاتحاد الخليجي» المثير للخلاف والذي تتحفظ عنه سلطنة عُمان لن يُحسم في قمة الكويت، وفهم من تصريح لوكيل الخارجية الكويتية خالد الجارلله، أن البيان الختامي (إعلان الكويت) الذي سيصدر عن القمة اليوم سيتجاوز هذا الملف. وقال الجارلله بعد جلسة لوزراء الخارجية أمس إن البيان «سيتضمن إشارة إيجابية للعلاقات مع إيران» وترحيباً بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة دول (5+1) مع إيران في جنيف، وأشار إلى بند يتعلق بالوضع في سورية ورؤية دول مجلس التعاون الخليجي لمعالجة هذا الملف من خلال في المشاركة في مؤتمر «جنيف 2، بما يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية، وسيؤكد البيان «على خيارات الشعب المصري وعلى الحفاظ على أمن مصر واستقرارها» . وغلب الملف السوري على الجلسة الافتتاحية أمس، إذ لام أمير الكويت مجلس الأمن لوقوفه «عاجزاً وبكل أسف عن ممارسة مسؤولياته التاريخية في وضع حد لإنهاء الكارثة الإنسانية في سورية»، في حين ألقى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا كلمه مؤثرة جمعت بين إدانة نظام الرئيس بشار الأسد وبين التحذير من بعض الجماعات المتطرفة التي تقاتله. وأشار بشكل صريح إلى البعد الطائفي وتورط إيران وحلفائها في الاقتتال، ودان الذين «يريدون الثأر للحسين من دماء أطفالنا وأعراض نسائنا». واتهم نظام الأسد بالوقوف وراء الجماعات المتطرفة وصناعة «ارتزاق طائفي» فصار السوريون «بين داعش وأخواتها وبين حزب الله وتوابعه». ومع تأكيد الجربا وقوف الائتلاف مع الحل السياسي والمشاركة في «جنيف 2»، شدد على أن «لا مكان لنظام الأسد في سورية، إذ ليس من الأخلاقي ان يبقى المجرمون جزءاً من أي حل سياسي ومن دون هذا ستتحول اجتماعات جنيف إلى ثرثرات لا تهم الشعب السوري». وقال إن «سورية اليوم مختبر جديد لمشروع الفتنة والاستتباع، فإن ركنّا الى هذا المشروع أو ساومنا عليه أو معه فلتتهيأ دولة عربية جديدة لتمد عنقها للسكين نفسه». وشكر الجربا أمير الكويت وشعبها لدعمهم سورية، وتحدث عن «صندوق إغاثة لدعم صمود شعبنا يكون بإشراف وإدارة الائتلاف الوطني» مشيراً إلى تجاوز عدد اللاجئين والنازحين السوريين إلى 7 ملايين. وفي الكلمة الافتتاحية، أكد أمير الكويت «ارتياح دول المجلس لاتفاق جنيف التمهيدي حول البرنامج النووي الإيراني، متطلعين إلى أن يتحقق له النجاح ليقود إلى اتفاق دائم يبعد عن المنطقة شبح التوتر. وأشاد «بالجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، ونؤكد في هذا الصدد أن المنطقة لن تنعم بالسلام إلا بتطبيق إسرائيل قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة». وأشار إلى تلقيه رسالة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي «يشكركم فيها على ما تحظى به بلده من رعاية وعناية دول المجلس، ويشرح فيها المصاعب والتحديات التي يواجهها اليمن الشقيق ويطلب فيها دعم دول المجلس السياسي والاقتصادي لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة». وفي سابقة في القمم الخليجية، أعطى أمير الكويت الفرصة لرئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي مرزوق الغانم لإلقاء كلمه في خطوة لتعزيز دور المجالس البرلمانية الشعبية في لقاءات القادة. وعقد القادة بعد الافتتاح اجتماعاً خلف أبواب مغلقة وسيعقدون اجتماعاً ثانياً صباح اليوم يصدر عنه (إعلان الكويت). ووفق تصريحات وكيل الخارجية الكويتي، فان البيان سيتضمن بنوداً أمنية، منها إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب إنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية بالإضافة إلى إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول المجلس (الإنتربول الخليجي)».