المملكة تواسي حكومة وشعب كوريا.. القيادة تعزي الرئيس الهندي    الإحصاء تُعلن نتائج المسح الاقتصادي الشامل في المملكة لعام 2023م    "التجارة" تحث الشركات على إيداع قوائمها المالية وتجنب الغرامة المالية    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجددا    ميزة لاكتشاف المحتوى المضلل ب «واتساب»    النصر بطلًا لكأس الاتحاد السعودي لقدم الصالات    (مواجهة التأكيد)    في نصف نهائي خليجي 26.. الأخضر يواجه عمان.. والكويت تلاقي البحرين    هل قمنا بدعمهم حقاً ؟    الإطاحة بشبكتين إجراميتين لتهريب المخدرات.. والقبض على 13 عنصرًا    ابق مشغولاً    مداد من ذهب    هزل في الجِد    التأكد من انتفاء الحمل    "التخصصي" يُعالج شابًا بزراعة بنكرياس باستخدام الروبوت    الأخضر.. خطوة نحو «الكأس»    «الصفراء» حرمتهم.. والمدرج مكانهم    مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يعلن تفعيل أعماله في 19 محافظة و47 بلدية    قوافل مساعدات سعودية جديدة تصل إلى غزة    «الشورى»: الموافقة على مشروع تعديل نظام إنتاج المواد التعليمية وتسويقها    لغير أغراض التحميل والتنزيل.. منع مركبات توصيل الأسطوانات من التوقف في المناطق السكنية    نائب أمير تبوك يقلد مساعد مدير السجون بالمنطقة رتبته الجديدة    الجوال يتصدّر مسببات حوادث المرور في الباحة    «العالم الإسلامي»: ندين بأشد العبارات اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى    سورية تتطلع لعلاقات "استراتيجية" مع أوكرانيا    نائب أمير مكة يطلع على أبرز المشاريع المنجزة بمحافظات المنطقة    2024.. إنجازات سعودية    مُحافظ جدة يُكرّم عدداً من ضباط وأفراد مكافحة المخدرات    القهوة والشوكولاتة.. كماليات الشتاء والمزاج    5 فوائد للشاي الأخضر مع الليمون    "الشورى" يوافق على تعديل نظام إنتاج المواد التعليمية وتسويقها    الهلال يكسب ودّية الفيحاء بثنائية "نيمار ومالكوم"    ولي العهد يعزي تشوي سانج في ضحايا حادث الطائرة    «مجلس التخصصات الصحية» يعتمد استراتيجية العام المقبل    مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون يعقد اجتماعه الرابع لعام 2024    تركي آل الشيخ يعلن عن القائمة القصيرة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    استعراض مؤشرات أداء الإعلام أمام الوزير    11 ألف مستفيد من برامج التواصل الحضاري بالشرقية    أمير الشرقية يشدد على رفع الوعي المروري    مغادرة ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    إضافة 122 منتجاً وطنياً في القائمة الإلزامية للمحتوى المحلي    القيادة تعزي في وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر    وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر    الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة عُمان في نصف نهائي خليجي 26    كلام البليهي !    التغيير العنيف لأنظمة الحكم غير المستقرة    حتى لا نخسر الإعلاميين الموهوبين!    هل تفجّر أوابك ثورة إصلاح وتحديث المنظمات العربية    مبادرة «عدادي»    بينهم عدوية والحلفاوي والسعدني.. رموز فنية مصرية رحلت في 2024    خبراء أمميون يطالبون بمعاقبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة    إغلاق عقبة الهدا بالطائف شهرين    الجوازات: صلاحية جواز السفر للمواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج 3 أشهر للدول العربية و6 أشهر لبقية الدول    ابتكارات عصرية بأيدي سعودية تعزز رفاهية الحجاج في معرض الحج    وزيرا «الإسلامية» و«التعليم» يدشّنان برنامج زمالة الوسطية والاعتدال لطلاب المنح الدراسية    التعصب في الشللية: أعلى هرم التعصب    ما الفرق بين الدخان والهباء الجوي؟    نائب أمير منطقة مكة يترأس اجتماعًا لمتابعة مشاريع التنمية للمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العولمة: مخطط أوباما الكبير
نشر في الحياة يوم 11 - 12 - 2013

على نقيض أوروبا المهددة بالانكماش وبالخروج من التاريخ، تصارع الولايات المتحدة في سبيل الحفاظ على زعامتها في وجه الصين. ولا تستسلم إلى التنازلات ولا إلى الذعر لعدم بقائها في موقع القوة الأعظم الوحيدة. لكن الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما تتبع استراتيجية خاصة للانتعاش وتنشئ معطى ديبلوماسياً جديداً بفضل اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) مع إيران. وتؤكد الصين بقيادة شي جيبينغ خيار الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، منخرطة في الوقت ذاته في صراع لإثبات القوة مقابل اليابان وكوريا الجنوبية بإقامتها منطقة دفاع جوي شاسعة تشمل جزر سنكاكو وايودو.
استهل أوباما ولايته الثانية بكوارث سببتها فضيحة «وكالة الأمن القومي» الأميركية والإخفاق في سورية وشلل إصلاحات قوانين الهجرة والتحكم في الأسلحة، وأخيراً الثغرة المعلوماتية الهائلة التي شوهت إطلاق برنامج العناية الصحية. يتناقض إذا الاختراق الديبلوماسي مع إيران مع الصعوبات الداخلية ما يجعل (وزير الخارجية) جون كيري الرجل القوي في الإدارة الحالية.
مخطط أوباما الكبير الرامي إلى إعادة وضع الولايات المتحدة في سياق العولمة يقوم على ثلاث أولويات: الانتعاش والاستقلال في مجال الطاقة؛ الانسحاب من الحروب في العراق وأفغانستان؛ والانتقال من الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
التحسن الاقتصادي عنصر حاسم في السياسة الداخلية كما في التنافس مع الصين. ويشكل النمو الرافعة اللازمة لإطفاء الديون على المدى البعيد، في حين يحرر الاستقلال في مجال الطاقة أميركا من اعتمادها على ما تستورده من نفط الشرق الأوسط. ولم تخطئ في الهدف ولا في السياسة الاقتصادية بإعطائها الأولوية للإنتاج والتنافس. وأوقفت السياسة النقدية القائمة على خفض معدلات الفائدة وقيمة الدولار الضغوط التضخمية. والجهد الضخم في تعزيز إنتاجية العمل وإعادة هيكلة المصارف وإعادة تشكيل رؤوس أموالها وخفض كلفة الطاقة بفضل الوقود غير التقليدي والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، أظهرت الولايات المتحدة كقاعدة إنتاجية. وما زال النمو ثابتاً تحت الاثنين في المئة وانخفضت البطالة إلى 7.2 في المئة من السكان العاملين. بيد أن عواقب الأزمة ستظل ماثلة سواء ما يتعلق بالإفراط في استدانة الدولة الفيديرالية (110 في المئة من إجمالي الناتج المحلي) وخطر تكون الفقاعات في أسواق العقارات والأوراق المالية أو ما يتعلق باثنين وعشرين مليون عامل محبط.
ترتكز العودة القوية ل «أميركا الشركات الكبرى» إلى أربع نقاط: سيطرة الجامعات الأميركية التي عززها التقدم المحقق في التعليم عبر الإنترنت. جاذبية البلد بالنسبة للمستثمرين والأدمغة ورؤوس الأموال، وحقيقة ثقافة تتقبل المجازفة بالتوازي مع دولة حق فاعلة وموثوقة. هيمنة عمالقة الإنترنت («آبل» و«غوغل» و«أمازون» و«فايسبوك» و«تويتر» إضافة إلى «آي بي أم» و«سيسكو») التي تشكل هيكلة الاقتصاد القائم على الإنترنت. شبكة من الاتفاقات التجارية الثنائية – المشاريع العابرة للمحيط الهادئ وللمحيط الأطلسي المكملة لمعاهدة التجارة الحرة في أميركا الشمالية- التي تؤدي في القرن الواحد والعشرين دوراً مشابهاً لذاك الذي أدته معاهدات الأمن والتعاون أثناء الحرب الباردة والتي فرضت ذاتها كمؤسسات وكمعايير مرجعية.
يترافق الانسحاب من الحربين في العراق وأفغانستان مع تعزيز استراتيجية الدفاع الداخلي. ومنذ شباط (فبراير) 2013، أعيد تنظيمها لتركز على مكافحة الإرهاب ومساندة السلطات المحلية في حالات الكوارث الطبيعية أو الصناعية. وتتضمن تجديدين: الرد على الأخطار التي يولدها نمو المدن الكبرى والبنى التحتية الأساسية؛ والتعاون المعزز مع كندا والمكسيك بغية الاهتمام بالأمن وتنظيمه على مستوى القارة الأميركية الشمالية.
يشير اتفاق جنيف إلى تحول ديبلوماسي يمنح مقداراً من الواقعية للتحول صوب آسيا الذي ما زال افتراضياً تقريباً إلى الآن. جاء الاتفاق ثمرة مفاوضات سرية استغرقت زمناً طويلاً ووضع حداً لخمس وثلاثين سنة من المواجهات بين الولايات المتحدة وإيران والتي قسمت الشرق الأوسط كتلتين: كتلة سنية (...) يدعمها الغرب؛ وكتلة شيعية تتزعمها إيران وتساندها روسيا والصين. ينهض رهان أوباما الإيراني في آن على انفتاح طهران بفضل ضغط مجتمعها المدني وعلى انهيار هاتين الكتلتين بسبب صدمة الربيع العربي. وتتيح عودة إيران إلى السوق النفطية إضافة إلى الضغط في منطقة الخليج وعلى إسرائيل وبروز ديبلوماسية متحركة في الشرق الأوسط تصب في مصلحة انسحاب سريع من العراق وأفغانستان. وشعور الولايات المتحدة بحرية لإعادة تركيز استراتيجيتها حول المحيط الهادئ حيث يتقرر مصير القرن الواحد والعشرين.
وتخرج أميركا في القرن هذا تدريجاً من أزمة العقد الأول. وبالكاد بدأت إعادة بنائها. وتحولها نحو اقتصاد المعرفة وتوجهها صوب المحيط الهادئ ما زالا بعيدين عن نهايتيهما. وفي وقت يبرهن التنافس بين القوميات كم أن السلام يظل تحت رحمة الحوادث في آسيا اليوم كما كان في أوروبا بداية القرن العشرين، تقدم الولايات المتحدة البرهان على قدرتها على إصلاح ذاتها ومتابعة صنع التاريخ في القرن الواحد والعشرين.
* صحافي، عن «لو بوان» الفرنسية، 5/12/2013، إعداد حسام عيتاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.