يشير الاختصاصي في أصول التربية بوزارة التربية والتعليم عبدالعزيز الشراري إلى أن اللغة وسيلة اتصال وهي من وسائل فهم الآخرين، وعلى الشباب الفخر بلغتهم العربية الأصلية فقد جاء المصدر التشريعي الأول «القرآن الكريم» بلسان عربي، ولا شك أن حظ اللغة العربية الفصيحة من الاستخدام قد تزعزع عبر القرون إلى زمننا الحاضر، إذ طغت العامية واللهجات الدارجة حتى كاد الشخص إذا تحدث بالعربي الفصيح لا يستغرب أن أحداً سيقول له «يا أخي تكلم بالعربي». ويوضح أن مراحل التطور في اللغة من دمج اللغة العربية بالإنكليزية أو الفرنسية باعتبار أن هذا لوناً من ألوان الموضة، «وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى استخدام مجموعة اختصارات لكلمات هي في الأصل إنكليزية، لأنه مع عصر السرعة تزيد إيقاعات الصرعة (الموضة)». ويقول: «طلبت في إحدى المرات شيئاً من شاب فقال لي برب، ثم عاد وقال لي باك، ومرة أخرى قال لي سيس، فوددت أن أقول له أنت السيس، ثم أخبرني أن سيس اختصار لجملة «see you soon»، وأنه كان يعني سأعود قريباً حينما قال برب، فقلت له ما الذي يمنع أن تقول «سأعود» بدلاً عن «برب»،فقال يا أخي نحن في عصر السرعة أنت وين عايش». ويضيف الشراري أن هناك مجموعة عوامل وقوى تلعب دوراً أساسياً في تكوين الظواهر الجديدة والغريبة ومنها الإنترنت، وخصوصاً برامج المحادثة، والقنوات الفضائية، معتبراً أن ما برز في الفترة الأخيرة من دمج اللغة العربية بالإنكليزية أو الفرنسية لوناً من ألوان الموضة، يليها التحدث باختصارات الماسنجر والشات. ويقول: «ولا شك أن خلط اللغة الأم بلغات أخرى هي من أكثر العوامل تأثيراً على اللسان العربي وتحريفه عن هويته الأساسية ليصبح هذا الذي يخلط مثل الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فضيع مشيته ومشية الحمامة»، منوهاً بمسؤولية المعلمين وأولياء الأمور والأسر لمقاومة هذا التأثير، وتربية الأبناء على لغتهم ودينهم و تأصيل أهمية اللغة العربية لديهم، مبرزين أهميتها بالممارسة أمامهم وليس بالنظرية، حتى تكن محل اهتمامهم.