أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان «التعاون الاستخباراتي بين اليمن والمملكة العربية السعودية على درجة عالية من التنسيق». لكنه قال ل «الحياة» ان العمل الإرهابي الذي وقع في صنعاء الأسبوع الماضي والذي حققت فيه لجنة عسكرية أمنية وأعلنت وجود عناصر من السعودية في هذا العمل الإرهابي «يحتاج الى مراجعة هذه الشراكة الاستخبارية وتعزيزها». وأضاف القربي ان الحاجة الى الحوار الوطني في اليمن باتت أكثر إلحاحاً، ملاحظاً «ان الذي يعرقل الحوار هو الذي يتنصّل من تنفيذ المبادرة الخليجية»، أو «يسعى إلى إلغاء أجزاء منها». وأكد أنه «لا يوجد في المبادرة الخليجية أي شيء اسمه المرحلة التأسيسية»، واصفاً فكرة المرحلة التأسيسية التي يطرحها بعض الأحزاب بأنها «محاولة لتأجيل اجراء الانتخابات وإحداث فراغ دستوري». ونقل القربي عن لقاءاته بكبار المسؤولين، أميركيين وبريطانيين وغيرهم من الأوروبيين، ان لديهم «قلقاً كبيراً من الانقسام الواقع في صفوف مجلس التعاون الخليجي»، عشية القمة الخليجية التي تُعقد في الكويت غداً، وسط خلافات بارزة انطلقت من المنامة أثناء انعقاد «قمة الأمن الإقليمي» للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في «حوار المنامة» السنوي. وفجّر وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي الاختلاف علناً أول من أمس بتصريحه بأن سلطنة عمان مستعدة «للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي» في حال نجاح جهود انشاء «اتحاد» بين الدول الست. واعتبر الأمير تركي الفيصل آل سعود، رئيس مجلس ادارة الملك فيصل للبحث والدراسات الإسلامية ان «من حق عمان ان تعبر عن رأيها، انما لا اعتقد ان ذلك سيمنع قيام الاتحاد». وأضاف في معرض رده على «الحياة» في الجلسة العلنية الختامية ان انشاء الاتحاد «حتمي ما إذا قررت عمان الالتحاق به الآن أو لاحقاً أو عدم الالتحاق به على الإطلاق. فالأمر عائد اليهم». ووصف سيد حسين موسافيان، الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية، المجلس الأعلى للأمن الوطني في ايران والمقرّب جداً من الرئيس حسن روحاني مجلس التعاون بأنه «نظام فشل»، مشيراً الى ان ايران اقترحت العام 1990 انشاء التعاون الإقليمي، وقال حان الوقت لإنشاء «جهاز تعاون أمني اقليمي يضم ايران والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي». واستبعد المسؤول الإيراني السابق موافقة أي من دول 5+1 على رغبة دول في مجلس التعاون الخليجي في أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات النووية مع ايران. وشدد في الوقت ذاته على «الدور المشروع لإيران في الشرق الأوسط ومنطقة جنوب غربي آسيا». وساد القلق أجواء «حوار المنامة» نتيجة تزايد المؤشرات إلى ان ايرانوعمان جاهزتان لتفكيك مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً انهما معاً مفتاح مضيق هرمز الاستراتيجي. وشدد وزير خارجية اليمن، في لقائه مع «الحياة»، على «اننا نحن من ينتظر موقفاً جديداً من ايران تجاه اليمن والمنطقة. لأننا نأمل من رئيس جمهورية ايران والقيادة الإيرانية الجديدة بأن تدرك أخطار التدخل في شؤون الدول الأخرى». وفي ما يخص العمل الإرهابي في صنعاء، قال القربي ان تقرير اللجنة العسكرية الأمنية قدمت تقريرها في غضون 24، «ولا اعتقد انها أخذت في الاعتبار أية أبعاد سياسية للتقرير» الذي أشار الى تورط سعوديين في العملية. وقال ان «الإشارة الى وجود عناصر من السعودية في هذا العمل الإرهابي ليس بمستغرب لأننا نعرف ان القاعدة موجودة في الجزيرة العربية وفيها من اليمنيين والسعوديين وجنسيات أخرى». وأعرب القربي عن الاعتقاد بأن الحادث الإرهابي سيؤدي ببعضهم الى «الإصرار على انجاح الحوار لأنه أحد السبل لإعادة الاستقرار الى اليمن ونزع فتيل القتل والتطرف». وقال ان «الحوار الآن في انتظار فرق العمل المتعلقة بالقضية الجنوبية وصعدة والعدالة الانتقالية».