اغتيل أمس ضابطان يمنيان رفيعا المستوى في حادثين منفصلين في محافظتي البيضاء وتعز، فيما نجا الأمين العام للحزب الاشتراكي مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، ياسين سعيد نعمان. إلى ذلك، ما زالت المعارك محتدمة بين الحوثيين والسلفيين شمال البلاد، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال اليومين الأخيرين. وجاءت هذه التطورات فيما بدأ هادي أمس مشاوراته مع القوى السياسية على خلفية الهجوم الإرهابي على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» «إن المشاورات تأتي في سياق عدد من القرارات التي سيتخذها هادي وتتضمن إطاحة عدد من القادة العسكريين والأمنيين، إلى جانب البحث في تعديل وزاري لأن حكومة باسندوة فقدت السيطرة على الأوضاع الأمنية المتفاقمة». ونصب مسلحون مجهولون يعتقد بأنهم من عناصر»القاعدة» أمس مكمناً لرئيس أركان الشرطة في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء) عبدالله ضيف الله محمد، وهو شقيق وزير الدفاع الأسبق، ما أدى إلى مقتله على الفور، وقالت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني إن «الحادث وقع على طريق مدوين - مفرق الضحاكي في مديرية مكيراس». واغتال مسلحون آخرون رئيس غرفة العمليات في القصر الجمهوري في تعز صدام حسين الظاهري، وقال شهود ل «الحياة» إن «مسلحين على متن سيارة «هيلوكس» أطلقوا النار على الظاهري أثناء توقفه للتزود بالوقود، ما أدى إلى مقتله». في السياق ذاته، أكدت مصادر مقربة من الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان أنه نجا من محاولة اغتيال عند خروجه من منزله صباح أمس. ودانت الحكومة في بيان الحادث وقالت إن «استهداف هذه الشخصية السياسية المعروفة والقامة الوطنية إنما هو استهداف لمسيرة التغيير التي يعيشها اليمن، ومحاولة لتقويض العملية السياسية الجارية والحيلولة دون نجاح مؤتمر الحوار». وجاءت الحوادث الثلاثة بعد أيام من الهجوم المزدوج الذي نفذه انتحاريون يرجح أنهم من «القاعدة» على مقر وزارة الدفاع في صنعاء والذي أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 300 شخص في أسوأ ضربة تتلقاها المؤسسة العسكرية والأمنية في البلاد خلال هذا العام. وأكد هادي خلال لقائه أمس قادة حزب المؤتمر الشعبي وحلفاءه أن»المحن بكل أنواعها ومنها الأعمال الإرهابية الإجرامية لن تثني اليمن عن خط سيره نحو تنفيذ التسوية السياسية على أساس المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي 2014 و 2051 وبإصرار وقوة أكبر». ودعا إلى اصطفاف وطني واسع وقال: «إن التصورات القائمة في مؤتمر الحوار الوطني هي على أساس قيام دولة اتحادية من أقاليم عدة وفق مبادئ الحكم الرشيد الذي يعني توزيع المسؤولية والثروة والسلطة وبصورة ديموقراطية تشمل حكم الشعب نفسه بنفسه دون إقصاء أو إجحاف». في غضون ذلك، أكدت مصادر قبلية ل «الحياة» اشتداد وطأة المعارك بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعدة، على أكثر من جبهة خلال اليومين الأخيرين. وقالت المصادر «إن السلفيين في منطقة دماج تمكنوا من صد هجومين لجماعة الحوثي خلال الساعات الماضية وسط قصف كثيف، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، وجرح آخرين». وفي ظل تكتم الحوثيين على خسائرهم أكدت المصادر نفسها «مقتل أكثر من 70 حوثياً في جبهتي «كتاف» و»حاشد» اللتين توافد إليهما مئات السلفيين خلال الأسابيع الماضية في سياق مساعيهم لفك الحصار عن منطقة» دماج. وذكرت مصادر حكومية أمس في صنعاء، أن لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة صعدة تستعد لرفع تقرير مفصل إلى هادي يتضمن الأسباب التي أدت إلى استمرار القتال.